الاثنين، 8 يونيو 2015

فن كتابة سيناريو الفيلم الروائي الطويل (العصف الذهني)





في هذا المقال والمقالات الخمسة أو الستة القادمة سوف أتطرق خطوة بخطوة الى خطوات أساسية لكتابة سيناريو الفيلم الروائي الطويل من أجل تنوير واثراء معرفة كتاب السيناريو الشباب المبتدئين أو الموهوبين في السلطنة و الراغبين في خوض غمار الكتابة في هذا العالم الأدبي الفني الجميل والخلاق.سوف أتطرق خلال السلسلة القادمة من المقالات الى مراحل اساسية يمر عليها كاتب السيناريو للوصول بنصه الى مسودة التسليم ولا اقول المسودة النهائية حيث أنني أؤمن ان الكاتب اينما توجه في كتابته شعرا ,قصة مسرحية أم سيناريو يظل مقتنعا في داخله أنه لم يصل الى المسودة النهائية من عمله.ثمة نقص ما لاشك سيحرص على رؤيته وتغطيته في قراءته لنصه مرات ومرات مهما ظن أن نصه كاملا واصبح غير قابل للزيادة أو التغيير.وسوف تكون هذه المراحل كالتالي ترتيبا: العصف الذهني, القصة,توصيف القصة,تخطيط المشاهد, السيناريو وختاما المعالجة.وسابدأ في هذا المقال بالحديث عن العصف الذهني.

هنالك الكثير من التعاريف المختلفة للعصف الذهني وربما اقربها لفن كتابة السيناريو هو ذلك التعريف القائل أن العصف الذهني هو خريطة دراسية تقوم على مجموعة من الافكار العشوائية حول قضية ما أو موضوع ما  يتم تفريغها على دفعات زمنية متقاربة.ولأربط هذا التعريف المباشر بفن كتابة السيناريو نقول أن الكاتب يبدأ هذه المرحلة بفكرة.العالم كله يبدأ بفكرة وينتهي بفكرة.الفكرة هي اساس كل شيء موجود في الخلق ,اذن هي البنية التي تنطلق منها الالاف وربما المليارات من الاشياء وهذه احدى عجائب عظمة الخالق سبحانه وأحد اسرار هذا الكون.لذلك حينما يبدأ الكاتب في عصفه الذهني فهو يبدأ بفكرة ما طرأت على باله واستحوذت على اهتمامه سواءا كانت تلك الفكرة مشكلة ما كالتلوث أو  حدثا مر به أو حتى تخيل لشيء ما لم يحدث بعد على أرض الواقع في زمانه.جلوس الكاتب مع نفسه وفي جو هاديء يسمح له بتطوير تلك الفكرة عن طريق استجلاب افكار فرعية منبثقة عن فكرته الرئيسة هو بداية العصف الذهني.حيث يقوم بوضع عدة كلمات,ربما عبارات قصيرة جدا مقتضبة تساند الفكرة الرئيسة وتنشق منها دون تقييم هذه الكلمات أو التفكير فيها مطولا.فيبدأ في تفريغ سلسلة الأفكار وربما المشاعر المكتوبة المستمدة من الفكرة الرئيسية كل على حدة أمامه على الورق بمجرد تكوينها في عقله.ولأضرب مثالا على ذلك, لنقل مثلا أن الفكرة الرئيسة هي عطلة نهاية الاسبوع, يمكن ان يتضمن العصف كلمات فرعية وعناوين على غرار موقع الرحلة, أدوات الرحلة,توقيت الرحلة,السيولة المتوفرة...الخ.ثم وبعد انتهاء سلسلة العصف الذهني الصاخبة المليئة بجذوة وحماسة التفريغ يبدا الكاتب في ربط الافكار الفرعية بعضها ببعض لتشكيل نسق مقبول ومقنع يتوافق مع الفكرة الرئيسة مع استبعاد الأفكار التي لا تتوافق مع الأخيرة.هنا يمكن ان نقول أن هنلك ثمة بوادر تكوين قصة ما حيث اوجد الكاتب فكرة  تدور حول حدث معين وأدرج تحتها عددا من الرتوش والكلمات التي تساند على بدء تكوين عناصر هذه القصة فوضع ارقاما ربما أو اسماءا أو تواقيتا أو افعالا رئيسة مهمة أو ربما رسما تخيليا للمحيط.ان العصف الذهني الذي قام به الكاتب هو  بؤرة مشتعلة من الافكار المبنية على الرسم التعبيري التخيلي لقصته القادمة حيث غالبا ماتدور في رأسه اسئلة محمومة سريعة وملحة على شاكلة , اين؟ لماذا؟ ما؟ متى .اجابة هذه الاسئلة تأتي فيما بعد تباعا في مرحلتين اولهما سريعة وهي التفريغ السريع المختصر على ورقة العصف الذهني وثانيهما بطيئة متمهلة وهي مسودة القصة والتي سوف أتحدث عنها في المقال القادم باذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا