الثلاثاء، 9 يونيو 2015

الجمهور المثقف سينمائيا

رؤية سينمائية
هيثم سليمان
سيناريست سينمائي وتلفزيوني






يعد التثقيف السينمائي احدى القضايا الملحة في عالم الفن السابع والتي كانت وما زالت تشغل صناع الأفلام السينمائية حول العالم خصوصا في تلك البلدان التي مازالت تحبو حبو التأني في الصناعة السينمائية ومنها دول الوطن العربي .هذه القضية هي الشغل الشاغل لصناع الأفلام لأنها تمس وبشكل مباشر العنصر المستقبل للانتاج السينمائي الا وهو الجمهور.فبدون الجمهور لن تكون هنالك صالات سينما ولا افلام ولا حتى كاميرات تصوير الفيديو الفلمية.اذن هي ليست قضية صناع سينما فقط, هي قضية تهم الكثير من الاطراف التي تدخل في خط صنع الفيلم السينمائي ولكم أن تتخيلوا تشعب هذا الخط مداخله ومخارجه ومصادره.

قد يتبادر في اذهاننا السؤال القديم والأزلي " مالذي نحتاج للقيام به لنشر ثقافة الفن السابع لدى الجمهور؟".حسنا, في رائي الشخصي, نحن المهتمون بالسينما وصناعها قمنا باعتماد هذا السؤال بطريقة تلقي كامل العبيء علينا اذافة الى عبيء انتاج وصنع الأفلام نفسها .وقد كان من باب أولى أن نمحور السؤال بطريقة أخرى الا وهي " مالذي نستطيع القيام به نحن صناع الافلام وايضا الجمهور الملتقي لنشر الثقافة السينمائية".من هنا نتبين أن دور نشر هذه الثقافة ليس حكرا على صناع الافلام فقط وانما يمتد ليشمل ايضا جمهورهم المتابعين لأعمالهم.أجل ينبغي أن تكون الثقافة السينمائية مشروع شراكة متبادل ومعطاء وصبور بين المشاهد وصانع الفيلم للوصول الى النتيجة المرضية والتقدم في الصناعة السينمائية في اي بلد.


 لماذا لايقوم المشاهد بتثقيف نفسه سينمائيا ليكون متهيأ لاستقبال المادة الفلمية لاحقا؟ لماذا ينتظر المشاهد ( العربي على وجه التخصيص)من صناع الافلام والمؤسسات السينمائية اطعامه الثقافة السينمائية بالملعقة الذهبية وهو فاغرٌ فاه ان شاء بلع وان شاء افرغ؟ أوليست النتاجات السينمائية من المجتمع والى المجتمع ؟ بالتالي أوليست هذه النتاجات تصنع وينفق عليها لتثقيف وامتاع المشاهد الذي هو جزء من هذا المجتمع ؟ اذن لماذا لايكون المشاهد نفسه طرفا فاعلا في عملية النهضة الفنية السينمائية عوضا عن التمتع بالمشاهدة أو ابداء النقد السطحي أو الهدام في كثير من الأحيان عن الفيلم الفلاني أو الفعالية السينمائية الفلانية ؟ من الجيد بحال أن يكون هنالك مبدأ خذ واعطي في عملية التبادل الفكري بين اي جسرين للمحتوى الأدبي أو الفني عادة.اذن لا باس أن اقدم فيلما سينمائيا يحتوي قصة ما وفكرا ما اليك ايها المشاهد ولكنني أحتاج الى حضور ذائقتك السينمائية المثقفة وتفاعلك مع الفيلم الذي شاهدته لي لأن مشاهدتك ورأئيك يهمانني كثيرا وقد يكونان دافعا لي لتقديم المزيد أو تطوير الموجود.هكذا هي عملية التبادل الثقافي المعطاء التي تنتج فكرا وتقدما في الفن السابع.


ومن أوجه التثقيف السينمائي التي ينبغي أن يتحلى بها الجمهور المشاهد هو المطالعة قبل المشاهدة.اي البحث عن معلومات تتعلق بالفيلم قبل نزوله في صالات السينما مثلا.وفي عصر التكنولوجيا اليوم وثورة التطبيقات الالكترونية اصبحت هذه المطالعة اسهل بكثير ولا تتطلب الخروج للقراءة من الصحف او اقتناء الكتب والمنشورات الدعائية أو حتى مشاهدة التلفاز.ابتداءا من مشاهدة العرض الاعلاني للفيلم ( التريلر) الى استخدام التطبيقات المتخصصة بالافلام الى قراءة المواقع الالكتروينة الدعائية للفيلم انتهاءا بقراءة رواية ما أو مشاهدة مقابلة تلفزيونية على اليوتيوب لطاقم صنع الفيلم.كل وسائل التثقيف العصرية الحديثة والمبسطة ستساهم بالتأكيد في تكوين نوع من الثقافة المسبقة لدى الجمهور قبل مشاهدته للفيلم.وهذه احدى ابسط واجبات الجمهور لتثقيف نفسه سينمائيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا