الاثنين، 8 يونيو 2015

سطوة المؤثر على المقصوص


تضميننا في سكريبت كت





بسبب الثورة الصناعية والتقنية التي تشهدها المعمورة , تلك الثورة التي طالت بمخالبها كل أدب وفن بما فيها الفن السابع ,اضحى تفشي هذا الوباء التكنولوجي تحصيل حاصل في كثير من الأفلام السينمائية الغربية على وجه الخصوص.الوباء الذي بدى يتفشى حتى في أوساط الدول النامية سينمائيا وتلك الأخرى ذات التاريخ العريق سينمائيا.حيث بات مصطلح " المؤثرات الخاصة" أيقونة معنونة لمحيط صناعة الأفلام السينمائية لايمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها.اي نعم هنالك مؤيدون لها وهنالك معارضون لكن شاء الفريقين أم أبيا, هي ماتزال تنمو وتكبر في كل عام وبشكل مذهل يدفعنا الى التساؤل مأخوذين اللب " مالذي ستقدمه في الغد ؟". حسنا, انا لست من ضمن فريق المعارضين ولا الى جانب فريق المؤيدين ايضا.قدم المؤثر الخاص جميلا وعرفان لايمكن أنكارهما لصناعة الأفلام السينمائية عبر العصور وساهم في حل المئات من الاشكاليات والمعوقات سواءا في مواقع تصوير الأفلام أو في الأداء أو في جوانب أخرى اثناء تصنيع الفيلم.لكن وحسب رأئي, أصبح المؤثر الخاص يهيمن وبشكل كبير على بعض من الأفلام التي تنتج في هذا العصر.ذلك النوع من الهيمنة المزعجة التي  بدأت تشرأب بعنقها لتحجب الضوء عن نواة الفيلم السينمائي ألا وهي القصة.بسبب سطوة المؤثر الخاص على المقصوص اصبحنا نشاهد أفلاما بين الفينة والأخرى خالية من قصة جميلة ذات حبكة محكمة وانما تحوي كما كبيرا من المؤثرات الخاصة التي توقع المشاهد  العادي في فخ الانجذاب لها والتغاضي عن قصة الفيلم نفسه.وما يهول الماساة أكثر أن نجد افلاما ذات مؤثرات خاصة بميزانية ضخمة تحوي في طياتها قصصا مرقعة نسخ لزق من قصص واحداث اخرى, بالأخص الأفلام التاريخية منها.حينما نشاهد الفيلم التاريخي الذي يقع ضمن هذا القالب نجد فيه العديد من المغالطات التاريخية وفشل الاتساق الدرامي المتسلسل سواءا في الحوار أو في خط سير القصة فتكون النتيجة أن نرى قصة هزيلة هشة تم تمزيقها ثم لم شتات أشلاءها مع تغليف أنيق ومبهر من المؤثرات الخاصة قادر على أن يقنع المشاهد العادي لكنه بلا شك سيثير المشاهد المتمكن المتتبع بحرص لما يشاهد.ولأضرب مثالا صارخا على ما اقول , أذكر الفيلم الملحمي "300" الجزء الثاني بعنوان "نهوض امبراطورية" للمخرج " نوام مورو" حيث تعود اسطورة المحاربين الثلاثمئة الى السينما في جزء ثاني بابهار بصري خلاب وقدرات تصوير عالية لكنها تحبو الى حس المشاهد بقصة ممزقة مرقعة.فهاهو بطل الفيلم الممثل "سولفيان ستابليتون" الذي يلعب دور البطل الاغريقي " ثيموستيكليس" يقود الأغريق لمقاومة الغزو الغاشم للامبراطور الفارسي زركسيس وقائدة عسكره " ارتيميسيا" أثناء قيام بطل اسبارطة " يونايديس" بمهمة الدفاع عن اسبارطة بثلاثمئة محارب من بني قومه.بطريقة ما, تم ترقيع وتلفيق قصة لتتماشى مع الجزء الأول من الفيلم وبطريقة تثير الامتعاض في نفس المشاهد.مغالطات تاريخيه مع الكثير من الأحداث الغير معقولة مثل تلك الذي يذهب فيها ثيموستيكليس الى عرين قائدة زركسيس  بدعوة منها وينال من شرفها ويهينها ثم تسمح له بالرجوع الى جنده فرحا مزهوا بفعلته.ومثل تلك التي يظهر فيها نفس البطل في حوار مع زوجة يونايدس ملكة اسبارطة ليقنعها بالانضمام في حرب الاغريق ضد الفرس.اي نعم نجح مخرج العمل في ابهارنا بالقدرات التصويرية والمؤثرات الخاصة في فيلمه لكنه اثار سخطنا من هشاشة ولا معقولية القصة التي قدمها الى جانب تكرار اسلوب التصوير بالعرض البطيء أو " سلو موشن" بشكل مزعج فقط ليكثف من ملمحية بطولية لشخصيات الفيلم.ينبغي على صناع الأفلام الانتباه الى أن القصة تأتي قبل المؤثر وقبل الصورة المقدمة لا العكس.لأنهم لاينبغي أن يستغبوا المشاهد أو أن يبهروه بمجرد عرض سينماي تقني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا