الأربعاء، 10 فبراير 2021

قراءة إنطباعية لمجموعة من الأفلام العمانية القصيرة المشاركة في جائزة عمق

 




حسنا, كانت وربما دون قصد أن تكون حماستي لحجز تذاكر تلك الأفلام منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه عن توفرها على الإنترنت تلتها مرحلة الانتظار والشغف ثم التأخر بحوالي عشرة دقائق عن الوصول الى عرض أول فيلم ( شكرا أخي محمد قاتل الله ابليسك وسيارتك اللكزس موديل 2000 وازدحام مسقط الشطرنجي) هي مفارقات غريبة ولكن أتركها كمخاض في الذاكرة لهذه التجربة الاستثنائية.

 في هذه المقالة  سوف أتحدث عن انطباعي الشخصي بوكل حيادية لمجموعة من الافلام العمانية القصيرة التي تم عرضها في صالات السينما والمشاركة في جائزة عمق للافلام القصيرة.

ملاحظة: سأتطرق هنا وفي عجالة إلى مجموعة الأفلام التي شاهدتها و شدت انتباهي فقط وأختم بها تقييما رقميا من مستوى عشرة لكل فيلم أتطرق إليه , أخذا بالعلم أن هنالك عشرات الأفلام التي شاركت بالجائزة ولم تتح لي, بدهيا كذلك لغيري أن نشاهدها لنستطيع أن نتطرق اليها ونعطي فيها انطباعا.

باديء ذي بدء أحب أن  أفتح العدسة هنا على جمالية جهود التحضير والادارة ومن ثم التسويق والعرض التي قامت بها شركة عمق منذ مولد الفكرة على خطى #مواصلة_المسير مرورا بالظروف التي مرت بها المسابقة وصولا إلى حفل التكريم الرائع جدا والملهم جدا وانتهاء بعرض عدد من الافلام المشاركة والفائزة بصالات سينما نوفو بالمجمع التجاري مسقط. ساقولها الأن كما قلتها سابقا ولكي لا أكررها مجددا حرصا مني ألا تختفي حلاوتها على اللسان , شكرا عمق لأنك جعلتي أحد أهم أحلام صناع الأفلام العمانيين واقعا نراه بأعيننا بعد طول إنتظار, فوجود فيلم عماني قصير على صالة عرض سينمائية تجارية هو أمر صحي ومشروع تماما.  أن ترى فيلمك والناس من اصدقاءك, عائلتك, زملاءك وأخرون يندفعون لشراء تذكرة لمشاهدته, هذا هو أحد المشاهد التي كنا ننتظرها فعلا, هو مشهد داخل فيلم نعيش أحداثه جميعا في هذه الايام.


ولنذهب إلى مجموعة الأفلام الأن.

ملاحظات عامة على الأفلام التي تم عرضها :

1)- معالم الإشتغال الفني التقني في الأفلام باعث على شعور يثلج الصدر ويبشر بالخير في اثبات قدرات صناع الأفلام العمانيين الفنية التقنية من اضاءة , صوت, تصميم انتاج, موسيقى,  مكياج وأزياء, مونتاج ..الخ. نحن لسنا اقل ممن حولنا من صناع المحتوى في العالم, ما عدا جزئية المؤثرات الخاصة, فما زلنا نتعلم  فيها وان كنا قد بدأنا في قطع شوط لا بأس به في كثير من التجارب داخل وخارج عمق.

 

2)- سيادة نوع من الثرثرة الزائدة في الأفلام من خلال التعليق الصوتي أو الحوارات المطولة بحيث يتقلص المجال أمام الصورة للحديث وهذا ما يضعف قوة الفكرة والاشتغال الفني واللغة السينمائية بالفيلم, حيث ينبغي ان يعي صناع الأفلام – لاسيما أولئك ذوي التوجه للسينما المستقلة- أن الصورة هي من ينبغي عليه الحديث في الفيلم, لا الحوار والتعليق الصوتي, حيث أن روعة السينما المستقلة في الصورة التي تخاطب كل عقل وكل إحساس مفسحة المجال أمام المشاهد لكي يتلقى دون تلقيم بالملعقة أو تلقين تعليمي يقوم – دون قصد- باستغباء عقليته.

 

3)- التنوع الجميل في الافكار المطروحة ما بين التقليدي المُحدث الى المتداول المثير للجدل  إلى تبني أنماط عالمية مستخدمة من أنواع الأفلام, ورغم ذلك لم ألحظ شخصيا افلاما ذات افكار خارج الصندوق تماما, أتكلم هنا عن الصندوق العالمي, أما الصندوق المحلي فنعم هنالك أفلام جاءت بأفكار خارج الصندوق.


4)- غلب الفيلم الروائي بالعدد على الفيلم الوثائقي مكتسحا ساحة العروض وأعزي ذلك لاعتبارات كثيرة منها ميلان صناع الأفلام العمانيين الى الاشتغال في الروائي والتجريبي القصير أكثر من ميلهم نحو الفيلم الوثائقي  ولن أدخل في أسباب أخرى جدلية تتعلق بالمواضيع التي يمكن تناولها في النوعين ولا بمدى سهولة أو صعوبة ايهما فذلك جدل لن ينتهي ولكل فيلم (سيناريو) يحدد صعوبة الإشتغال عليه من سهولتها.

 

5)- التكثيف على إظهار العنصر الصوتي كمؤثرات وتعديل داخل الصورة طوال الفترات الزمنية للأفلام, بحيث نكاد نسمع صوت دبيب النمل  في بعض الأفلام دون داعي أو مسوغ لذلك, بل ربما يزجي هذا التكثيف سيلا من التشتت الحسي السمعي لدى المشاهد بحيث يتبعثر تركيزه هنا وهناك مبتعدا عن الصورة ومعانيها. فلنخفف من الحماسة داخل غرف المونتاج قليلا ولنركز في الأهم وهو  ما الذي اريد أن اقدمه في المشهد الفلاني داخلي فيلمي.


6)- الخلط بين توجه فيلم سينمائي للعرض على صالات السينما ( سواء كانت عرضا تجارية أم عروض مهرجانات سينمائية) وبين توجه محتوى بصري موجه إلى منصات تفاعلية مثل اليوتيوب وما شابه. برأئي الشخصي ومن مشاهداتي, هنالك مجموعة محتويات بصرية ستكون جدا جميلة وأكثر اثراء لو توجهت الى منصات اليوتيوب وماشابها فقط... شخصيا , لن استقطع من وقتي ومالي للذهاب إلى صالة سينما لمشاهدة محتوى إعلاني تحفيزي أو محتوى توعوي بحت.

 

7)- الغياب الواضح لبعض الأساسيات في عنصر السيناريو في الأغلبية الكبرى من الأفلام, فلم اشهد فيلما ركز على عنصر السيناريو ومضى فيه بشكل ممنهج وحريص إلا قلة قليلة جدا من الأفلام. ومن هنا ما زلت أقول مثلما قلت كثيرا ( واسمحوا لي اذا قمت أتشكى وأتقمقم), نحن بحاجة الى غرس مفهوم أهمية وحرفية السيناريو لدى صناع الأفلام لدينا, هذا إن كنا نود الوصول الى العالمية مثلما نزعم ونطمح. ومن الجدير بالقول هنا والمؤسف ايضا وهذا عتب شخصي أحمله لإدارة جائزة عمق أن يُهمش أو تغيب جائزة افضل سيناريو لتحل محلها (ربما) حائزة افضل فكرة. نتمنى في النسخ القادمة أن نرى تركيزا أكثر على هذا الجانب لأهميته.. لدينا كوادر تقنية عالية تقوم باشتغال فني تقني جميل لكن روح القصة وروح التأسيس غائبان عنها مما يجعل عملها بالتصنيف الحرفي العالمي هزيلا.

 

8)- الاستناد على الموسيقى لتلقيم الشاهد تلك المشاعر الذي يود الفيلم ايصالها وهذا برأئي الشخصي تقهقر وتخفي خلف الامكانات وأدوات صانع الأفلام. وفي كثير من الأحيان لم يكن اختيار الموسيقى مناسبا البتة. بل أن الوضع كان سيئا في بعض الأفلام في هذه الناحية لدرجة أكسبني شعور مشاهدة مسلسل تلفزيوني خليجي أكثر من مشاهدة فيلم سينمائي.

 

9) – وأخيرا , كل الشكر والإمتنان موصول الى لجنة تحكيم الجائزة الممثلة في الأخوة الزملاء الذين أعرف اغلبهم وسبق وأن تعاملت معهم واعرف فضاءهم السينمائي الجميل وأفكارهم الإبداعية الموزونة مع أنني أختلف معهم كثيرا في بعض نتائج التحكيم الخاصة بالأفلام الفائزة في مختلف الفئات  ولكن.. واضع خطا هنا تحت كلمة ولكن, كلمة الحكام هي العنوان وهي الفصل الأخير في أي جدل وتبقى اجتهاداتنا نحن خارج منطومة الحكام بمثابة ذوق شخصي مبني على معرفة وتجارب ربما . رأئي لجنة التحكيم يُحترم, لا سيما وأن ضم تلك الكوكبة من المحكمين.  فشكرا لجهودهم ولتستمر قافلة صناع الأفلام في المسير قدما نحو الأفضل.

 

 إليكم ملاحظاتي التي كتبتها عن مجموعة الأفلام التي شدت انتباهي دون ترتيب و دون ذكر لمحتوى وقصص الافلام ( مخافة الحرق)  :

*ملاحظة: التقييم هنا بناء على المستوى المحلي لدينا في صناعة الافلام وليس المحتوى العالمي.

 

فيلم من الأرض إلى البشر ( الحائز على جائزة أفضل مخرج) :

- فيلم ذو رؤية اخراجية جيدة واضحة ( يستحق جائزة افضل اخراج )

- يصلح أن يكون فيلما طويلا  لا سيما كفيلم خيال علمي.

- فكرة خارج الصندوق محليا (يمكن ان ينافس على جائزة افضل فكرة)

- تمثيل متوسط الأداء من الشخصيات الرئيسة

- استعجال واضح في الفصل الأول من الفيلم

- الإطالة النسبية في فيلم خيال علمي قصير (يفترض أن يكون طويلا) جعلته يقع في مراحل من الضعف والترهل وصولا إلى مراحل ما قبل النهاية.

- ذروات الفيلم درامية بشكل مبالغ فيه سببها ضعف عنصر التمثيل

- اشتغال جميل على المؤثرات الخاصة وتصميم الانتاج

تقييمي 6.4/10

 

 ==============================

فيلم دهوي

- وثائقي جيد ( افضل فيلم وثائقي من بين الأفلام التي شاهدتها)

-تعليق صوتي رائع جدا

-طرح الغموض وبناء المشاهد عليه خطوة جميلة

- انحرافات عن الموضوع الأصلي في بعض المشاهد والحوارات

- محاولة الموزانة بين الجانب العلمي والجانب المجتعمي الأسطوري

- مونتاج رائع لفيلم وثائقي

- ابراز رأئي الدين في الفيلم اضعف من الفيلم وموضوعيته.

- انحياز صانع الفيلم برأيه داخل الفيلم اضعف من الفيلم كذلك

- فيلم وثائقي يمكن أن يذهب للمنافسة في مهرجانات سينمائية

التقييم : 6.0/10

 ================================

فيلم طي ( الحائز على جائزة أفضل مصور):

- فيلم يمكن أن يكون تجريبيا خالصا

- بداية جاذبة ومثيرة

- فكرة جميلة ( أفضل فكرة برأئي الشخصي)

- تصوير جميل وملفت

- ذكاء في تصميم الإنتاج

- ما قل ودل, اعطاء المساحة للصورة للحديث.

- بعض الهفوات والترهلات في خطوط السيناريو

- فيلم يمكن أن يذهب للمنافسة في مهرجانات سينمائية, لا سيما التجريبية .

- اخراج رائع.

التقييم 7.1/10

=================================

فيلم نملة :

- فيلم لطيف ظاهريا, مؤلم في العمق

- حوارات جميلة منتقاة

- فكرة خارج الصندوق محليا  وتعتبر عميقة اذا حللها المشاهد جيدا

- تمثيل متوسط الأداء يطغى عليه الجانب المسرحي قليلا

التقييم : 5.8/10

 ===============================

فيلم سيارة حامد ( الحائز على الجائزة التشجيعية):

- فيلم الممثل الواحد

- أداء تمثيلي كوميدي جميل ولطيف يلامس المشاهد العُماني

- فكرة ذات ايقاع شعبي جميل

- الفيلم الوحيد الذي ضحكت فيه من العمق

- مونتاج جميل

- النهاية نوعا ما جاءت مستعجلة وكان ينبغي لها تأسيس أكبر.

- عدم استخدام الموسيقى أعجبني جدا  بحيث ارتكز الفيلم على عناصره الأخرى.

التقييم : 6.4/10

 ================================

فيلم الوحوش ( الحائز على جائزة افضل ممثل):

- فيلم لطيف جميل بسيناريو واضح  ( يستحق الجائزة التشجيعية)

- فكرة من قارعة الطريق, بسيطة لا تتسم بالتكلف

- تون ( ايقاع) الفيلم جميل زاد جماليته أسلوب القطع الحاد بالمشاهد.

- اصوات حوارية مبالغ فيها ولكن لمن يندمج بايقاع الفيلم واسلوبه سيتفهمها

- ضعف واهتزاز في حركة الكاميرا ووضوح الصورة

- اخراج جيد ويحسب للمخرج أسلوبه المختلف في طرح فيلم بسيط

- تمثيل متوسط الأداء , ضعيف في أحيان ما.

التقييم : 6.8/10

 ==============================

Godmother فيلم

- وثائقي/ سيرة

- احتفاء جميل وشاعري بالموسيقة العمانية

- بطاقة تعرفة بصرية للمايستروناصر الكندي

- ملهم ويزرع بداخلك حب الموسيقى

- تكرار مبالغ فيه لبعض المشاهد  يشعر المشاهد بالملل

- تمنيت أن توضع الأصوات الطبيعية للمعزوفات العمانية بالمشاهد

-  إطالة في بعض المشاهد يوقع المشاهد بالملل ايضا

- تجربة جيدة أن نرى فيلم يحتفي بالموسيقى بطابع السيرة الذاتية

التقييم : 5.8/10

 ===============================

Distressفيلم

- إمكانات فنية تقنية عالية

- تمثيل متوسط الأدء

- حوارات تلفزيونية مطولة لا داعي لها

- فكرة جيدة

- مزج أصوات جيد

التقييم : 6.2/10

========================

فيلم طريق المنارة:

- فيلم نوستالجيا جميل

- وثائقي يميل للدراما قليلا

- تكنيك الكادر المربع ( الاسترجاعي) جميل واعطى للفيلم روح وشاعرية

- اختيار موفق جدا للموسيقى

التقييم : 6.0/10

 =============================

فيلم براءة ( الحائز على جائزة أفضل هندسة صوت)

- فيلم نوستالجيا رمزي

- هندسة صوت رائعة ( يستحق الجائزة)

- سيناريو ضعيف نوعا ما

- تمثيل رائع ورؤية اخراجية جيدة

تكسرات بصرية في بعض مشاهد الفيلم

- نسبة الغموض مبالغ فيها بالفيلم وربما صعبة على المشاهد العادي

التقييم : 6.4/10

 =============================

فيلم حميد

- فيلم جيد

- يخدعك بشكل مفاجيء في مرحلة من مراحل القصة

- فكرة النقيض والنقيض الضد جميلة رم تقليديتها

- سيناريو يتسم بالضعف

- موسيقى لا داعي لها في بعض المشاهد

التقيييم : 5.7/10

 ===========================

SACKEDفيلم

- فيلم أجنبي رائع

- فكرة جميلة

- لغة سينمائية ملحوظة

- ما قل ودل

- تناغم بين حديث الصورة وحديث الحوار

- يدفعك للرغبة في مشاهدته عدة مرات

- رؤية اخراجية رائعة

- هفوات في النواحي الفنية التقنية

التقييم : 6.8/10

 ============================

فيلم ليش كذا

- رغم انه فيلم تقليدي نوعا ما لكنه يحمل قضية مهمة(تهمني شخصيا)

- تمثيل جميل من الممثلة بدور البطولة

- لم تعجبني الصورة النمطية للكتاب والفنانين والتي وضعها المخرج بالفيلم

- فيلم يستحق المتابعة ويوصلك لمرحلة جيدة من التأثر

- أفلام القضية غالبا ما تلامس المشاعر, وهذا ما حدث معي بهذا الفيلم

التقييم : 5.9/10

 =============================

فيلم الناجي الأخير( الفائز بجائزة أفضل صانع مؤثرات)

- فيلم رائع يدخلك الجو والايقاع مباشرة

- تصميم انتاج جدا جميل

- مؤثرات خاصة جميلة ( يستحق الجائزة)

- تمثيل رائع ( الجندي المصاب يستحق جائزة افضل ممثل بلا منازع)

- مونتاج رائع

- حوارات جيدة وأن بدا عليها الطابع المسرحي احيانا

-  يستحق جائزة افضل فيلم متكامل

- بعض الهفوات التمثيلية والحوارية

- بعض الهفوات في النواحي الفنية المتعلقة بالجروح

-  التقييم : 7.3/10

==============================

فيلم مخمخة:

- فيلم بتكنيك مختلف محليا عن بقية الأفلام

- أعجبتني فكرة التنقل بين القصة مشاهد والقصة كاعداد

- ضعف واضح في النواحي الفنية التقنية

- منتصف الفيلم هو بداية ضعف الفيلم سرديا وجماليا

- حوارات ركيكية

- تمثيل متوسط

التقييم : 5.6/10