الجمعة، 20 أكتوبر 2017

ميكنة السينما للنهوض بمجتمع الشرق الأوسط











ميكنة السينما للنهوض بالمجتمع العربي 
هيثم سليمان 


انه لمن دواعي الاستغراب ان نشاهد كيف يتفنن الاخرون سوانا في بقية دول العالم في الاهتمام بالفن السابع بوصفه اداة تسهم لا في تشكيل المجتمعات بل وتسييرها وتسيسها ايضا بينما نقف نحن بموقف الضد او الزج بالمتردية والنطيحه في نتاجنا من الفن ذاته.

التاريخ يخبرنا ان السينما ساهمت في حل قضايا عالمية مستعصية في مجتمعات وبين دول كما ساهمت في مشاكل مجتمعات ايضا ، دون نسيان ذكر انها ساهمت في نشر ازمات او تفقاهما ايضا فهي كمثل كل شيء اخترعه البشر يمكن ان يكون سلاحا ذو حدين. 

هنالك دراسة باسم تاثير هوليوود على ثقافة العالم لباحث امريكي عن جامعة شيكاغو الامريكية نشرت بتاريخ 20/5/2016  تضمنت 1055 كلمة جاءت في اربع صفحات وتتحدث عن الجانب المظلم لصناعة الافلام الغربية على المجتمع الانساني الدولي. 

ولكن دعونا من سحابة السواد التي ان لم تجد ريحا تحملها لبعيد فلن ينبجس عن بطنها سوادها الا لمن تحتها ولنذهب الى الجانب الحميد من تاثير السينما في حل مشاكل وقضايا المجتمع والعالم. 

هنالك الكثير من الافلام التي ناقشت قضايا غربية تهم تلك المجتمعات كثيرة ومنها فيلم الدخيل عام  1979 للمخرج توني لوراتشي وفيلم  ماييف عام 1981 للمخرجين بات ميرفي و جون دافييز  وفيلم الفيل عام 1989 للمخرج الان كلارك والقائمة تطول لتصل الى اكثر من مئة فيلم عبر سلسلة انتاجات الافلام الغربية. كما لا ننسى موجة الافلام الهندية في سينما بوليوود والتي ساهمت في طرح قضايا مهمة دولية كانت ام مجتمعيه محلية تهدف الى تسليط الضوء ومحاولة علاج تلك القضايا ومنها الاعمال الاخيرة لثلاثي بوليود "خان" ..

هذه الافلام وغيرها في السنوات الاخيرة لم تقم فقط بطرح القضايا بل ساهمت في اعادة تشكيل مجتمعات وايقضت حواس اجيال ووجهت فكر وانشات روح تحليل بين الشعوب المهمشة او "مجتمعات الخراف" . هذه الافلام ضخ لها من الملايين الشيء الكثير ولاقت كذلك من الملايين الشيء الكثير لكن اللعبة الكبرى ليست ايدلوجية التسويق وحسابات الارباح الصفرية لانه من المضحك المبكي ان نحتسب نجاح فيلم برصيده من شباك التذاكر ولكن اللعبة الكبرى تكمن في تاثير ذلك الفيلم..

وبعد كل هذا ياتي رجل حكومة عربي مندلق الكرش ليضع رجلا فوق اخرى ويقولك ( يابني الفن ما يأكل عيش) !

أتساءل ما الذي ينتظره سياسونا وكبار الفكر والثقافة لدينا ليفهموا انه بالسينما ودعمها سيساهمون في صناعة ميكنة ضخمة هائلة لمعالجة قضايا مجتمعاتهم وارشاد الاجيال حسب توجهات عربية عوضا عن اندماجهم في قوالب مستنزفة مسيسة باطر غربية صهيوينه -بلا شك - ليتماهوا في رسائلها وطرقها المبهرة في تسميم العقول !

عندما يهديك احدهم سلاحا فاعلا يمكن ان تديره لاعداءك وتعطي مسنده لأخيك هل ستقول لا ؟ عندما تتوفر لديك كل المادة لبناء شعب وتغيير فكر او تحسين ايدلوجيات هل ستقول لا ؟ متى سنفهم ان الفن هو احد انجع الحلول للوصول الى انفسنا قبل الوصول الى الاخر !

ساختم حديثي بمقولة معدلة مع سبق الاصرار والترصد للمناضل مارتن لوثر كنج " لدي حلم ان يجتمع المجتمع العربي لينتج فنا سينمائيا قادرا على النهوض به للافضل" 

ويسقط المتاع لكن الضد خالد(و)
وكم من خلود نازع سقط المتاع (ي)