الخميس، 30 ديسمبر 2021

عن الخلود, قوة اللقطة الثابتة وحتمية الجدل بين الإيمان والعلم

 


عن الخلود, قوة اللقطة الثابتة وحتمية الجدل بين الإيمان والعلم

هيثم سليمان

مدونة سكريبت كت السينمائية

======================================= 

في ساعة وثمانية عشر دقيقة وبواقع  واحد وثلاثون مشهدا بأسلوب اللقطة الثابتة يتخللها تعليق صوتي منتقى بعناية ليعزز ما ترينا إياه اللقطات, يأخذنا المخرج السويدي روي أندرسون عبر فيلمه المستقل  ( عن الخلود) إنتاج 2019 والذي ترشح لجائزة الأسد الذهبي لمهرجان فينيسا السينمائي الدولي وفاز بجائزة الأسد الفضي عن فئة أفضل أخراج بذات المهرجان .


في فيلم أندرسون نرى الصورة الساكنة عبر مجموعة لقطات ثابتة لا تشعرك بوجود الكاميرا أساسا وكأن الفيلم يتنقل من حياة إلى أخرى دون توقف وبتمهل شديد. في هذه اللقطات التي تبدأ أغلبها بالسكون الذي يوقعك في فخ بصري يشعرك بأنك تشاهد مجموعة لوحات فنية معاصرة مرسومة بدقة أو صورا فوتوغرافية غاية في الكمالية تكاد أن تمد يديك لتلامسها. ورغم أن الصورة ميتة سكونا إلا أن الحياة تدب فيها عبر حركة الشخصيات المدروسة التي تميل إلى الفعل المسرحي المتكرر, أنت تشاهد صورة بكامل جبروتها تنتظر من شخصية أن تضخ الدماء فيها دون أن تترك أثرا في جماليتها وعظمتها.


من مشهد الزوجين العجوزين في المنتزه على الشاطيء إلى الشابة التي تنتظر في محطة القطار إلى ساحة المطعم العتيقة قبل وصول الفتيات الراقصات إلى المشهد الأخير المتضمن لرجل يقف على قارعة الطريق لإصلاح عطل في سيارته, تشعر وكأنك تشاهد مجموعة من اللوحات الثابتة التي تحرك بداخلك كل ساكن. الكوادر الغريبة التي تجعلك  تعيش بعدين زمنين الماضي والحاضر عبر تأثيث مكونات الموقع وكذلك الملابس. وحينما نتحدث عن الاخراج الفني بالفيلم سنرى حرص إندرسون على تماهي ديكورات الأمكنة بألونها مع ملابس الشخصيات إلا في مشهد أو مشهدين ركز فيهما على شخصيات بعينها والبسها الشاذ عن رومنطقية الأمكنة.




 



( عن الخلود) فيلم يجعلك تفكر وتتساءل والموسيقى التأبينية المتناغمة تصاحب أفكارك. وكأن أندرسون في فيلمه يبحث عن الخلود بطريقة أخرى ويتسائل كيف يعثر البشر على الخلود في حياة فانية مليئة بالمتناقضات والمشاعر التي قد تصل الى حد التطرف دون أن نرتبكها فعلا.


في مشهد يتبين لعين الفطين المدقق بأنه مرحلة انتقالية بالفيلم, نرى أخوين أو حبيبن يجلسان في غرفة ذات نافذة  شاحبة تطل على مكان متحرك بينما الغرفة تغرق في سكون لا يفقده الحوار الفلسفي الدائر بين الشخصيتين سكونه.في هذا المشهد  وكأن المخرج ينظر إلى الإيمان بمنظور العلم ليثير فينا ذلك الجدل الأزلي القديم المرتبط بإرتباط العلم بالإيمان, الثابت بالمتحول والمتحول بالثابت. بل ويدخل المخرج بشجاعة في عمق تلك الرابطة ويدخل شخصية الإنسان المتشكك بإيمانه الذي يلجأ إلى العلم ليداوي ضعفه وقتل شكوكه ( في الحوار الذي دار بين القسيس والطبيب النفسي في العيادة " ماذا نفعل حين نفقد إيماننا؟ ليأتيه الرد : نعتذر سوف نغلق العيادة الأن"). هذا الإيمان الذي يمر مروا معقدا ومؤلما بين الحرب والسلم, الخذلان والأمل, القسوة والأجحاف.بل ويتعدى ذلك إلى سيرالية الغيب وكيف يمكن أن يتماهي كيان لاملموس كالإيمان في عوالم غيبية كالموت مثلا.في هذا الفيلم ,  يريك المخرج القدر متضمنا في قانون حفظ الطاقة الفيزيائي. القدر طاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم بل تتحول من شكل إلى أخر. ويرمز هنا ربما إلى اقدر شخصياته في جميع المشاهد الواحد وثلاثين التي تتناوب عليها أقدر مختلفة لكنها لا تردخل خانة الفناء وإنما تتشكل بتشكل الموقف والمكان عبر الزمن. 


الجمعة، 24 ديسمبر 2021

الطريق إلى مكة,,, الفيلم الذي أنتهى قبل أن يبدأ

 


الطريق إلى مكة,,, الفيلم الذي أنتهى قبل أن يبدأ

هيثم سليمان .

مدونة سكريبت كت السينمائية

www.scriptcut.blogspot.com

insta: @haitham.sulaiman

 

يبدو أننا ما نزال نحاول بإستماتة الخروج من المتلازمة الكلاسيكية في الأبجدية العُمانية في صناعة الأفلام.ونظرا لأن هذه الكلاسيكية تضرب في جذورها متوغلة في شكلين تقليدين من طرائق الإنتاج  للمحتوى المرئي وهما دراما التلفزيون والأداء التمثيلي المسرحي, فليس من المستغرب وليس من المستهجن كذلك أن تطغى هذه المتلازمة على عدد كبير لا بأس به من الأفلام العُمانية الروائية الطويلة والقصيرة على حد سواء أخذين بالإعتبار تاثيرهما المباشر على كاتب السيناريو وليس ذلك ببعيد ولا قاصر.

مستهلا إنطباعي بالفقرة السابقة مقحما إياها- دونما وجل-  في مشاهدتي الأخيرة لفيلم الطريق القصير ,  " الطريق إلى مكة" للمخرج المميز صاحب الرؤية السينمائية الإنسانية أنور الرزيقي والذي عودنا على إشتغالاته السينمائية من خلال مجموعة بياض الغنية عن التعريف داخل السلطنة الحبيبة, أخطو خطوة داخل جمجمة الفيلم لأستشف ما الذي جعلني أدخل إلى صالة العرض كما خرجت, تقريبا وبنسبة متفاوتة بخفي حنين.

المتتبع لمسيرة مجموعة بياض سينصفها القول بأنها أحد أهم المجموعات المشتغلة في القطاع السينمائي -إن لم تكن أهمما فعلا قياسا بالإنجازات-  وحققت خلال فترة من عمر الشباب إنجازات دولية عدة أخرها فيلم طهور الحاصل على سبع جوائز دولية مختلفة من تأليف و إخراج أنور الرزيقي. نجد في زوايا الفهم السينمائي الخاص لبياض في طرح صورة الإنسان وهمومه وتساؤلاته وقضاياه ومسارا صحيا جيدا في عرض الصورة السينمائية المستقلة للمشاهد ردحا بين الواقع والغرابة, القضية والرسالة, الهوية وتنصيص الموروث.

ومع تقدم الرزيقي على مستوى النضج الفكري والسينمائي ووصوله مع مجموعته بياض إلى المستوى الذي بتنا نتلهف فيه أن نرى ماذا في جعبة بياض هذه المرة, تفاجأت بطريقة دراماتيكية سريرية بفيلم الطريق إلى مكة بإنطباع نسف تلك اللهفة والتشوق اللذان جعلاني أقطع مسافة من قريتي الجبلية إلى مسقط العاصمة خصيصا لحضور الفيلم فقط, وحده لا غير.الحيرة والتساؤلات اللتان جعلاني أتذكر المقولة الشهيرة " ولكل جواد كبوة", فهل كان الطريق إلى مكة كبوة جواد أصيل كأنور الرزيقي ! أم هذا الفيلم مختلف كون اليد التي لم تكتبه هي يد أخرى ليست بيده وإنما بيد كاتب ذو حس فكري رائع كقيصر الهنائي؟( أعني هنا أن يخوض المخرج تجربة إخراج نص سينمائي لم يقم بتأليفه , وليس تقليلا في إبداع الهنائي ولا إستنقاصا من قدرات الرزيقي الإخراجية).

يحكي الفيلم قصة مجموعة من الشخصيات التي تسكن في قرية واحدة تتفاوت في همومها ونزعاتها ونظرتها إلى مفهوم التوبة والتطهير والحلم وهذا أشد ما أعجبني في الفيلم, طرح كاتب السيناريو قيصر الهنائي لهذا المفهوم المتشعب المعقد الذي يسبر أغوارنا ويحاكي معادلات الإثم والصواب في داواخلنا دون خوف من عرض تلك المخاوف مكشوفة في العراء. وبينما نخوض في دوائر التعريف والتوجيه لجميع الشخصيات الرئيسة بالفيلم وأهدافها المعلنة والغير معلنة تلتقي جميعها في حافلة واحدة في طريقها نحو الخلاص المنشود, الطريق إلى مكة محملة بالغث والسمين من لوغاريتيمات السلوكيات البشرية في المجتمعات المصغرة. تلك السلوكيات التي كانت نتاج لعوامل إجتماعية محضة امتزجت فيها هواجس الأمل بالخيانة, الحب بالعار, شهوة النفس بالرجاء الصالح. يحسب للهنائي والرزيقي أنهما طرحا هذا الفيلم بشفافية عالية وبحس يعي تماما الأبعاد المظلمة للنفس وشبهاتها, وكما قلت سابقا, بياض تعرف من أين تؤكل الكتف سينمائيا.

لطوال 25 دقيقة من عمر الزمن جلست على أعصابي وأنا أشاهد نصف قصة ونصف صورة يتناوبان في طرح ثيمة إنسانية مهمة ورائعة ولكن بموضوعية وطريقة فنية حائرتين بين كمالية رسم الخطوط الدرامية للشخصيات وزخم ديكتاتورية الموسيقى , ومتاهات الصورة السينمائية المشبعة بإرث النمط التلقليدي المهلهل الذي يتحمل المخرج وزنه وعثراته.

ففي جانب الصورة ( الجانب الفني مجملا), تمنيت أن لا أرى الرزيقي يتخبى خلف سطوة الموسيقى التي كانت ترافق أغلب مشاهد الفيلم وبنسبة كبيرة وفي مواطن لا داعي لها البتة لا ناقة ولا جملا.نعم , لا يضر صانع الفيلم الإستناد إلى الموسيقى في جوانب كثيرة من فيلمه طالما أنها تغذي حس وفكر المشاهد وانبعاثات التأويل والتفصيل مواكبة وبتوازن مدروس أداءا تمثيلا جيدا وصورة سينمائية معبرة ولكن لم أرى هذا في فيلمنا القصير. تمنيت أن أرى الصورة تتحدث منزوعة من سلاح إستسهال التأثير على المشاهد بالعزف الموسيقي على عواطفة وإندماجه بأحداث فيلم مستقل مجبرا. وتمنيت أن تكون الصورة الفيلم مواكبا لواقعية الأحداث كما نعرفها في واقعنا كون الفيلم يحكي قالبا إجتماعيا نألفه ونعيشه, ابتداء من حركة الحافلة المتمهلة -بغرابة- في الخلاء ( أعجبتني مقدمة الفيلم كادرا نوعا ما بتصرف) مرورا على الأداء التمثيلي الركيك والمصطنع في جملة من المشاهد وما صاحبه بواقعية العمر الافتراضي للشخصيات وتفاوت الأعمار بينها ( معروف والعيار سعيد مثلا) , عطفا على الخلل الذي يخلقه التناوب المستمر على لقطات ثابتة وأخرى علوية واسعة زادها وضوح اللقطات المسجلة المقتطعة لردود أفعال الشخصيات في بعض من المشاهد, كانت مستفزة للأعصاب حقا لاسيما إن امتزجت بالتمثيل الركيك المصطنع كما تكمن خطورتها في قدرتها على إخراجك كاملا من إندماجك بأحدثا الفيلم , إنتهاءا ببعض الضوضاء الصوتية في جنبات بعض المشاهد. ولكي أقفل هذا الجانب بشيء من الجمالية , أعجبتني جدا تلك الرمزية التي يستشفها كل فطين وهو يشاهد مشهد إزالة لفافة السندويتش التي كان ناصر يأكلها في الفيلم, معان كثيرة جميلة وجريئة وربما مظلمة يمكن أن تقفز بداخلك وأنت تشاهد هذا المشهد بالذات وارتباطه بالمشهد الذي بعده, ربما كان هذا هو أفضل مشهد رأيته في الفيلم ككل ويدل على براعة المخرج والكاتب في الخطاب الغير مباشر لأحاسيسنا وأفكارنا هنا.

وفي جانب القصة , فلقد تركتني قصة الفيلم مع العديد من الأسئلة تدور بين رحى السيناريو ورحى التنفيذ في العملية الإنتاجية ( هل هنالك مسببات إنتاجية معينة يا ترى). فمن بعض الأخطاء والهفوات في لملمة كمالية الأحداث إلى الحوارات إلى السببية والمسبب غاص ذهني وأنا اشهد الفيلم محاولا التجميع .في جانب الحوارات, نلاحظ أن هنالك حوارات مبالغ فيها لن تقال في مواقف مشابهة كالتي حدثت في الفيلم وفي جانب أخرى عدم وجود تاسيس كافي لحوارات ذات صبغة عميقة, فكيف يمكن في ليلة الزفاف ( الدخلة) أن يدور حوار مقتضب سريع كذلك الذي بين الزوج الذي لا نعرف سبب عزوفه عن زوجته ( ولن نعرف) وبين زوجته المتلهفة للحياة الزوجية ثم إدخال حوارات عميقة دون تأسيس ولو كان قصيرا! وفي جانب أخر كيف يمكن أن يصمت ناصر ويكتفي بالصدمة (التي لم تمثل بشكل جيد) فور رؤيته لاخيه سعيد مكسور القدم ! وكيف يمكن أن نكتفي بالصمت(واقعا) لحظة كشف أخت سعيد لكذب وخداع أخيها الكبير في موضوع متصل بمرافقته لأمه إلى مكة ! يبدو أن هنالك خلل ما في توقيت واختيارات كاتب السيناريو بين مايمكن أن يحدث ويقال حقيقة وبين ما يمكن أن يحدث ويقال تمثيلا لاحقا. وعلى مستوى الحوار ذاته, اكتفى كاتب السيناريو وباستسهالية أن يلقم المشاهد على عجالة العبرة التي يمكن أن يتحصل عليها ناصر من ذهابه مع أمه إلى مكة لينسف بذلك الفرصة للمشاهد ( بعد تلقيمه) فرصة استكشاف رحلة ناصر بين باقي الرحلات وربما نهاية رحلته ( التي لم تكتمل موضوعيا او بصريا أو نفسيا). كما أننا في المجتمع العماني لن نشهد مباشرة حوارا فجا كالذي دار بين محاضر الرحلة وبين بقية الشباب الغير ملتزم دونما تأسيس نفسي سلوكي لذلك الحوار. وأقف هنا في المشهد الذي أثار حيرتني في كيفية حدوثه ومطابقته للواقع الذي نعرفه ألا وهو العراك الذي دار بين الشخصيتين في العراء, لن تذهب كزوج لتتعارك مع شاب فجأة وسط الناس وفي رحلة صحراوية تجمعكما لمجرد أنه قام بالحديث مع زوجتك (برفقة أمه) أليس كذلك ؟ ربما إن بين لنا كاتب السيناريو الأسباب مسبقا وبشكل واضح, ربما حينها يمكن أن نتقبل مشهد العراك.أما في جانب رسم خطوط الشخصيات, وفي فيلم من 25 دقيقة وهي محسوبة دقيقة بدقيقة على مخرج الفيلم, استطاع كاتب السيناريو أن يهيء لنا بنجاح الخلفيات التي أتت منها شخصيات قصته قبل أن تركب الحافلة لكنه تركها لاحقا تسبح في فضاء فسيح مجهول وكأنه أرخى قبضته عليها. فأين الأهداف والعبرة التي كنا ننتظرها من نتائج سلوكيات تلك الشخصيات؟ إلى ماذا قادنا ذلك التعريف والتأثيث الجيد للشخصيات؟ ماهي الدوافع والاسباب وراء تصرفات بعض من الشخصيات التي رسمت مسارات مهمة للأحداث بالقصة في منتصف ونهاية الفيلم ( لن أذكر التصرفات لكي لا أحرق أحداث الفيلم , أو ربما بدأت في حرقها, لا أدري فأعذروني)؟ ما قصة الكابوس الذي حلمته أم ناصر داخل الحافلة وما علاقته بناصر والأحداث ككل ؟ هل كان لوجوده داع؟

كيف أنتهى الفيلم قبل أن يبدأ ؟ كيف وُلد الفيلم عبر عدة مشاهد تأثيث ثم تم خنقه على عجالة باتجاه النهاية ( الغير مقنعة بالنسبة لي) .في رأي المتواضع وحسب قرائتي للسيناريو داخل الفيلم, أتوقع أن كاتب السيناريو وقع أسيرا في الفصل الأول من السيناريو وانتزع نفسه إلى الفصل الثاني ليمضي به في عجالة ثم يختم الفصول بعجالة أكبر بالفصل الثالث, ربما لفقد التحكم في عامل المدة الزمنية التي كان يحتسبها للفيلم مجملا. من الجميل أن تختتم فيلمك بنهاية مفتوحة ولكن اذا كان كل شيء قبلها لا يشبع المشاهد الى القدر المطلوب ولا يكمل الناقص في أهم الأحداث كتركيبة ومساق , فإذن لن تأتي النهاية بتلك الجودة والكمالية. وعلى سبيل الذكر, في فن كتابة السيناريو ,نحن كتاب السيناريو نعي تماما أن سطوة التدفق الفكري ونشوة خلق الصورة  لدينا قد تبلغ ذروتها ونحن نكتب سيناريو فيلم قصير لندخل في منعطف كتابة فيلم طويل لا شعوريا, فهل يمكن أن نقول أن الكاتب كان حبيسا لنفس السطوة؟ حسنا, لو سألتموني مباشرة هل ينبغي أن تستمر أحداث الفيلم هذا؟ سأجيبكم نعم لأنه أتى ناقصا لبعض الأركان موضوعيا بالتالي سيكون فيلما بغاية الروعة إذا ما تم إستكمال إنتاجه ليكون فيلما طويلا. فهل يمكن أن نرى الطريق إلى مكة فيلما طويلا مستقبلا, سأكون أول الحاضرين إلى صالة العرض بلا شك.