الجمعة، 21 ديسمبر 2018



الأسود لا يليق بك لعيسى الصبحي
ثمة شيء يتحرك

في خضم التساؤلات والتكهنات ما قبل وبعد اعلان نتائج مسابقة جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب أحد الجوائز التي تعتبر عالميا كبيرة ( ماديا) في العالم وليس الوطن العربي فقط كان ذهني – وأنا الذي وددت المشاركة في ذات المسابقة لولا جملة من الظروف التعسة المعتاد عليها- يتساءل عن ماهية الفيلم الذي سيتخذ طريقه الى التتويج ناهيك عن - القيل والقال- و الهرج والمرج الذي كان سائدا حول انتقاء منظمي المسابقة للجنة التحكيم – عمانيون أم غير عمانيون - تضاف إليه جدليات أخرى حول مدى الإنصاف في وضع فئتين من الأفلام ضمن جائزة واحد فقط ( الوثائقي مع الروائي) في سباق محموم لمعرفة كفة من سوف ترجح في النهاية من هاتين الفئتين.
والحق يقال , ورغم ضخامة وأهمية الجائزة , هنالك الكثير من صناع الأفلام لم يتقدموا للاشتراك في المسابقة لأسباب عديدة لكن أهمها بلا شك هو ارتباط الكثير صناع الأفلام بعقود وأعمال بصرية تجارية - لا تمت للسينما باي صلة - و ما العدد الذي تقدم من الأفلام الى باب المسابقة - 47 فيلما قصيرا- وفي خضم وجود العديد من صناع الأفلام - بغض النظر عن مستواهم فمازلنا في نهج المتردية والنطيحة نحاول جميعا أن نوجد لنا احترافية ما في الفن السابع نحو ما يمكن أن نسميه صناعة يوما ما- في السلطنة إلا دليل واضح على ما تفوهت به.
وسط هذا وذاك وترقب من المشتغلين ليس في السينما فقط وانما في الفنون البصرية الأخرى وفي حضور تسويقي باهت للجائزة في منصات التواصل الاجتماعي – الأمر الذي ربما لن يتوانى فيه الأخوة المنظمون للمسابقة في التركيز عليه مستقبلا-  كان السؤال الأبرز هو من سوف يستحق التتويج ؟ ثم يأتي السؤال المشتق من رحم السؤال الأول , ما هو الفيلم الذي يستحق التتويج ؟
الأسود لا يليق بك للمخرج عيسى الصبحي جاء لينهي الزوبعة ويبدأ أخرى ربما. في حوالي 15 دقيقة من الزمن المسجل فنيا طرح هذا الفيلم واحدة من اقدم المواضيع التي تزامنت مع قضايا الحداثة في الوطن العربي , النفاق الاجتماعي المرتبط مباشرة بالكبت في المجتمعات العربية ولن أقول العمانية حيث سيبدو من السخف والتمييز ان قلتها ربما وتلك حكاية أخرى.
حينما يتبادر لكل قاريء، عنوان الفيلم ستقفز مذكراته الدماغية الى أحد الإنتاجات الأدبية للروائية المعروفة أحلام مستغانمي والذي يحمل نفس العنوان دون  - لا النفي – رغم كون قصتي العملين الرواية والفيلم متباعدتان تماما – أرحمونا من سالفة مقتبس وفكرة ملطوشة – هنا شدني العنوان لمعرفة الحدث وما وراء الحدث قبل أن تضغط اصابع يدي زر البلاي play على جهاز العرض الجميل الأنيق ( تحية للمنظمين على الفكرة الخلاقة لعرض الفيلم على الجمهور) .
أن تأتي كفنان وتتحدث عن موضوع مستهلك يشاهده المجتمع لكنه لا يتحدث عنه بل ولا يطرق منصات العرض البصرية المختلفة إلا فيما ندر وعلى استيحاء لهو واجب مقدس ولا اقول انجاز يضاف الى الفنان, فبدون أن يكون الفنان مقدما لرسالة نحو مجتمعه فيما يجب أن يفكر فيه المجتمع هو ليس فنانا وانما شيء أخر أترك لكم تسميته . نعم موضوع فيلم الصبحي هو موضوع نعرفه جميعا بل ونشاهده في دهاليز حياتنا اليومية , قصة الفتاة التي تعاني من الكبت الأسري فتندفع الى فعل سلوكيات تعارض ما تربت عليه داخل المنزل. ذلك النوع من السلوكيات التي يتفق معظم أفراد المجتمع – وقد تختلف نسبة الإتفاق من زمن إلى أخر-  أنه سلوك مذموم غير مرغوب. رفع مستوى الشيلة ليظهر شعرها ( لنسميه الحجاب لكي لا نكون من المغضوب عليهم بأعين المؤولين) ,وضع أحمر الشفاة , القراءات الممنوعة ( عذرا الكاتبة هدى الجهوري لم يسقط سندريلات مسقط سهوا هنا) , الاتصالات الهاتفية مع شاب بداعي علاقة الحب كانت هي التابوهات التي تجرأت سندس الطالبة بطلة الفيلم على الضرب بها عرض الحائط لتدخل في دوامة جميعنا نعرفها ويتم الانغمس فيها على مستويات عدة وهي "النفاق الاجتماعي" وكأن سندس تحت وطأة الكبت من ابيها المحافظ ولن أقول ( المطوع) أُرغمت على اقتراف هذه السلوكيات؟ هل هو منطق الحرمان من الشيء يولد الرغبة فيه ؟ هل سندس حينما تشاهد اقرانها يفعلون سلوكا ما ينهى عنه رب أسرتها تكون قد اقترفت ذنبا ؟ هل رب الأسرة واع ٍ تماما لأهمية المشاركة الأسرية في مناشط الحياة ؟( ما سلط الفيلم الضوء عليه ايضا) وقبل هذا وذاك ؟ هل الإعلام المحلي والخارجي دخيلا كان أم مستوطنا  أو صديق السوء أو نتاجاتنا الأدبية والفنية هي بواعث لفعل سلوك ما يتم تأطيره لاحقا بأفكار ومعتقدات مختلفة يتم التعاطي فيها بطرق مختلفة ايضا ؟ جملة من الأسئلة التي يدفعك الفيلم للتفكير بها حالما تنسلخ عن الحدث لتذهب وراءها في جري متمهل يزداد كلما قمت بإعادة تشغيل الفيلم .
البعض قد يذهب ربما - عاطفيا - الى التركيز على موضوع العباءة السوداء والملاءة ليحصر عاطفته في الهجوم على ما قدمته الصورة لفهمه هو  ولا يمكن أن تأتي كهذا النوع من العاطفة إلا من خلال تنقل وتركيز سريع لنقاط الاستفزاز في أي مادة بصرية بحيث تغدو الشخصية مثالا للكمال الذي لو نقص منه قليلا لاتهمت بالدونية  دون أن يعي صاحب العاطفة أن المادة البصرية المقدمة قد تكون دراما تمثل واقعا لا يمكنه هو انكاره. هنا ينبغي أن نبحث جيدا في موضوع الملاءة والعباءة – وأترك لكم البحث - .
فيلم الصبحي لم يأت ليقول للمشاهد هذا هو الصح وهذا هو الخطأ. ليست هذه وظيفة صانع الأفلام فهو لا يلزم مشاهدا واحدا على قبول ما يقدمه, كما أنه ليس مجبورا على الموافقة على رأي مشاهد يختلف معه. الفن نسبة وتناسب  وحسبة معقدة قابلة للمط واعادة التشكيل يصعب علينا أن نحصرها في شكل واحد. لذلك أرى أنه من السخف تماما أن نقول مثلا أن الصبحي جاء ليقدم رسالة وعظيه يعظ فيها بنات المجتمع حول الاحتشام وطاعة الوالدين, يقابله في الجانب الأخر ايضا من السخف القول أن الصبحي جاء ليقدم رسالة يحث فيها الفتيات على الضرب بعادات وتقاليد المجتمع عرض الحائط وتنفيذ ما يرغبن تحقيقه .   منذ متى كان الفنان واعظا أو محرضا ؟ الفنان هو مقدم لقضية وفي موضع محايد وعلى المشاهد التعاطي معها نفيا أو قبولا . ما الفائدة من طرح فيلم يتفق عليه الجميع كما ما الفائدة من تقديم فيلم يختلف عليه الجميع ؟ أليس كذلك ؟ الصبحي جاء ليقول لنا هذا ما يحدث في المجتمع ؟ من الملام ؟ هل هو رب الأسرة في فيلمه ؟ أم بطلة الفيلم ؟ ام والدتها ؟ أم عريسها الذي تزوجته قصرا ؟ أم المشاهد الذي يتقبل الفيلم حسب ما يريد فيهاجم أو يصفق إعجابا ؟ تبقى الإجابات في يدنا جميعا ولن يستفرد بها أحد. سيكون من الغباء فعلا أن يتم ذلك.
ثمة شيء يتحرك في السينما العمانية  . النتاجات الأخيرة من الأفلام بدأت تصل الى مدارك الوعي الموضوعي بأهمية قضايا عُمان الاجتماعية الأن واثرها على الشباب والشابات. ثمة شيء يتحرك استبشر به خيرا من خلال رؤيتي لبعض من موجة النتاجات الجديدة في السينما العمانية . لم يعد الفلج والقلعة والمِصر والبيت التراثي والجحلة والرزحة هي مكونات التأسيس البصري الموضوعي لدى صناع الأفلام الجدد . بتنا نرى عُمان اليوم في أفلامنا. هموم المجتمع المعاصر الذي يسابق الزمن في الحصول على حقه الطبيعي في التنمية والتقدم بين اقرانه في باقي دول العالم. نعم هنالك العديد من التابوهات والخطوط الحمراء المجتمعية ( بعيدا عن الثالوث المحرم الذي نتفق جميعا أنه لا ينبغي المساس به ) التي يجب أن يكون فيها اشتغال سينمائي مكثف  " كفانا من بيوت الطين " .نعم كفانا محاولات الاثبات للعالم بشأن هويتنا كعمانيين في وقت يستطيع العالم أجمع المعرفة عن عمان وتراثها وحضارتها بكبسة زر على العم جوجل. هنالك العديد من صناع الأفلام الذين تشهدهم الساحة الأن يحاولون احداث تغيير في بنية الطرح الموضوعي السينمائي في عُمان ولكم نود أن يدوم هذا التحرك. أؤمن بقاعدة مهمة ألا وهي أنه لا بأس من أن تصفع المجتمع بين الفينة والاخرى ليتذكر ما هو فيه ويعكف على التفكير فيه لإيجاد حلول. قضايا مجتمعنا تحفل بالكثير . ذلك الكثير الذي لا يود الإعلام الخوض فيه وقبله المجتمع لا يود لا التطبيل ولا تطبيب الجراح عليه.  وأخر نقطة في حديثي في هذا الجانب هو ملاحظتي لذكاء الصبحي حيث ابتعد عن الصورة النمطية للرجل المحافظ والتي تشبعنا واسقمنا من رؤيته بهيئة اللحية والدشداشة القصيرة وربما العمامة. خالف الصبحي هذا التوجه وقدم لنا شخصية الرجل العادي الذي يمكن أن نراه في أي مكان وزمان . أجزم أن عملية اختيار الممثلين تمت بعناية وهذا مجهود يجب أن يشار اليه بالبنان للصبحي في ظل أزمة اختيار الممثلين لدينا في أفلامنا ومسلسلاتنا. سؤال واحد على سبيل الدعابة دار بخلدي في نفس هذا الموضوع. يا ترى هل قدم لنا الصبحي شخصية الاب بتلك الطريقة المحافظة الغير مبالغة ذكاء منه أم خوفا من انتقاد ( المطاوعة ) له  ولفيلمه .
عودة إلى الفيلم في تفاصيله الفنية والموضوعية فلقد جاء السيناريو في الفيلم جيدا يتسم بالرصانة والبعد عن الحوارات المطولة. كما ان انتقاء المشاهد جاء ليخدم موضوع الفيلم وان كان هنالك مشهد أو مشهدين ( مشهد مساعدة الأب لعابر في الشارع, ومشهد تعليق لافتة بناء المسجد ) كان يمكن استبدالهما بمشهدين أخرين يخدمان الموضوع بشكل أكثر تناسقا فوق مستوى رغبة الكاتب في ايصال فكرة حمادة السلوك وطيبة قلب الأب والتزامه نحو المجتمع في وقت يمارس فيه كبتا على اسرته. كما ان هنالك بعض الحوارات التي يصعب أن نسمعها في الواقع. اسوق على سبيل الذكر حوار الاب مع ابنته حول موضوع  الاختبارات حينما قال لها : ما مطنشنة تذاكري من الحين). بدهيا لن نرى ابا بمثل التركيبة التي قدمها لنا الكاتب في الفيلم يقول لأبنته ما مطنشة المذاكرة. حتى على مستوى واقع الحياة اليومية يصعب أن نرى كهذا حوار. مثال أخر للحوار الضعيف المستعجل أتى في المشهد الاخير للفيلم حينما يحذر العريس عروسته في ليلة زفافهما. من الواقع ايضا يصعب وربما من الاستحالة بمكان أن يقوم عريس ما بتحذير زوجته واخبار الاشتراطات السلوكية لها في ليلة زفافهما. يمكن أن يدور مثل هذا الحوار في فترة الخطوبة أو ما بعد الزفاف وانما في ليلة الزفاف, استعبد تماما أن نسمع مثل هذا الحوار حتى وان كان العريس مصابا بعقدة الشك في اسوأ الأحوال. والمثال الأخير  والذي ربما لم ينتبه اليه كاتبا السيناريو ( الحارثي والصبحي) هو خلق جو سائد من التهذيب داخل منزل سندس. تهذيب يقوم على أبسط السلوكيات ومنها طرق باب الغرف قبل الدخول. لكننا رأينا ما ينسف ذلك الجو حينما أقدم الأب على اقتحام غرفة ابنته ليلا دونما استئذان وهو صاحب المثل الرفيعة والاخلاق الطيبة. كما أن مشهد خروج الاب لتفقد ما يحدث خارج المنزل ليلا ثم عودته الى المنزل ليتجه مباشرة الى غرفة ابنته في دراماتيكية مهزوزة لم يكن موفقا البتة . ربما ببعض التأسيس الجيد لهذا المشهد لكان سيكون أفضل لا سينما في هذه المرحلة من القصة والتي تعتبر هي الكاسر أو التويست الوحيد الذي يقلب ميزان خروج البطلة من منطقة الراحة, العبور, الاكتشاف, المواجهة. بشكل عام سارت احداث القصة بشكل متسق جميل مريح بصريا لكنه متوقع كذلك. حيث يمكن للمشاهد الملاحظ المتمرس ان يتوقع سير أحداث القصة وصولا إلى نهايتها قبل أن يصل الى الربع الأخير من الفيلم فعلا. خُيل إلي نوعا ما وأنا اشاهد أحداث الفيلم أن الهدوء الذي يصاحبه وغياب ايقاع التشويق والشد ( لاسيما في موضوع حساس كالذي يطرحه الفيلم) أنني سوف اشاهد خاتمة ستقض مضجع هدوئي وتعطيني الكسر الذي كنت ابحث عنه طوال مدة الفيلم. لكن هذا لم يحدث للأسف. بدء الفيلم هادئا وانتهى هادئا في نهاية متوقعة كان من الممكن أن تكون أكثر استنفارا .
أما فنيا , فلقد ساهم الاداء الرائع والمقنن للمثليين في اعطاء الفيلم تلك الصورة السينمائية تمثيلا وحوار. لم يكن هنالك اسفاف أو مبالغة في الأداء التمثيلي داخل الفيلم بل سار بشكل طبيعي وكأنك تشاهد أحداثا من خارج نافذة غرفتك تماما  اللهم عدم القدرة الكاملة لممثل شخصية الاب في ابداء غضبه عندما كان يقوم بضرب ابنته . ومن ناحية التصوير كان اهتزاز الكاميرا جليا لكل عين. على جهاز ايباد صغير كان الاهتزاز واضحا, قس على نفس النقطة عرض الفيلم في شاشات عملاقة مستقبلا. تمنيت فقط أن يتم التركيز أكثر على تأسيس وصنع اللقطات السينمائية بحيث نرى لقطات سينمائية أكثر ابداعا تبهر المشاهد عوضا عن اللقطات التقليدية نوعا ما.
وربما من الأخطاء الفنية الملاحظة في الفيلم ايضا هو نوع العباة التي ارتدتها بطلة الفيلم. حيث كانت في أحد المشاهد مغطاة الذراع لكنها ظهرت في مشهد أخر مكشوفة الذراع وبوجود ابيها المحافظ.

مجملا أشد على يد مخرج الفيلم وطاقمه في تقديم هكذا اشتغال سينمائي وان كان الفيلم لا يخلوا من عثرات هنا وهناك ولكن من نحن لنكون بمستوى الكمال؟ غيرنا سبقنا واشتغل ومع ذلك ما يزال يقع في الأخطاء, فلنبتعد عن التأليه والكمالية اذن ولنقل براحة صدر. هذا فيلم يستحق التكريم والجائزة.
تقييمي 6.8/10

هيثم سليمان
@haitham.sulaiman


السبت، 28 أبريل 2018

نشر المعرفة السينمائية في شباب محافظة البريمي








#شكرا ايها الرهيبون 🤩🤩
كمية طاقة ايجابيه ذات جرعات عالية لمستها من #شباب_البريمي في فريق #فرصة التابع ل #نادي_النهضة في #البريمي..
@youthc_nc
@youthc_nc
ثلاث ساعات استمتعت فيها في التواجد معكم ومحاولة اثراءكم بالمفيد من تجربتي في #السيناريو و #السينما بشكل عام
#هيثم_سليمان

الخميس، 26 أبريل 2018

الفيلم الورائي القصير - اختزال الضوء ومساحة للروح










( أجد فيه مهربا لعقلي وروحي)
ربما هكذا أجد نفسي في إجابة لتساؤل يطرح نفس عن ما هو الفيلم الروائي القصير بالنسبة لهيثم سليمان.

تعلمنا ونحن صغارا أن نصدق الموجود وان نترك المفقود لانه صعب المنال وربما سيدخلنا في متاهات لا منتهية من الإحباط او الفشل او حتى النزوح بعيدا عن الدين والعادات والتقاليد. لفترة ما ظننت ان هذه اللعبة سهلة المنال , اغمض عينيك وعش يومك دون ان تشرد الى الغد. لكن ومع اغراقي اللذيذ القاتل في السينما يوما بعد يوم ومع ظهور تجليات الجمال في صناعة الفيلم الروائي القصير , ايقنت ان اللعب ليس بيدي وان اللعبة أكبر من ذلك بكثير.

حينما تتوقف صورة سينمائية ما في احد المشاهد ولا تجد سوى العينين او الملامح لتتحدث, حينها فعلا تدرك ان لعبة المسلمات  كانت اضحوكة مؤدبة حرص الكبار في مجتمعنا ان نتجرعها شئنا ام ابينا.




انطباع عن فيلم الاغراق - نسخ من التجريبي والروائي













#تقييم


فيلم #اغراق او #submergence


النوع : #دراما#فلسفة#رومنس#مغامرة


مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الانجليزي #جي. ام#ليدغارد


بطولة : #جيمس_مكفوي #jamesmacavoy  و #اليشياگفيكاندر #aliciavekander


اخراج : #وين_ويندرز


زمن الفيلم : ساعتين تقريبا


قصة الفيلم : شاب جندي يعمل في استخبارات المكتب الخامس البريطاني يقع في حب عالمة احياء مائية يخوض الاثنان من خلالها قصة حب ثم تفرق الاحداث بينهما عندما يخرج الشاب في مهمة سريه شرقي الصومال لمحاولة تفكيك خلية ارهابية متخفيا بوظيفة مهندس حفر ابار مياه فيقع في قبضة الصوماليين بينا تستمر حبيبته في اكتشافاتها تسبر اغوار البحر الى اعماق سحيقه بحثا عن مصدر الحياة وسر عيش الكائنات في مايسمى ب #العالم_الاخر موقنة بان البحر يتكون من خمسة طبقات كل طبقها لها رمزيتها وغموضها





شدني بالفيلم انه يميل وبشكل واضح الى مدرسة السينما المستقلة التي تتخذ أبعاد انسانيه مختلفه حول تفاعل الانسان مع محيطه وخالقه.. استشففت ان الفيلم يدور حول علاقة العلم بالايمان ثم التساؤلات حول مالذي يميز المؤمن حقا وسط المصاعب والويلات التي تمر بالبشر، كل هذا في صورة شاعرية مبسط لعلاقة وفاء حبيب لحبيبته ورغبته في العودة الى الديار، بالتالي اليها. كما شدني بحث عالمة الاحياء المائية وعبارتها المقتبسة من ايه في كتاب الإنجيل


#dusttodust  او من التراب الى التراب اسقاطا لخلق الانسان ومصيره لكنها ترفض الاعتراف ببها لتخبرنا بان هنالك اناس ماتوا في عمق البحار لا تحت التراب كما انهم خلقوا من ماء بغالبية عظمى، اسقاط ديني اخر #وجعلنا_من_الماء_كل_شي_حي 


لم يعجبني في الفيلم التطرق المستهلك والمقزز لصورة الاسلام، حيث نرى مشهد لرجم امرأة مسلمة كما نرى حوارلت مغلوطة عن سبب ايمان المسلم بربه ومرة اخرى يصورنا الغرب باننا همجيون اصحاب دين خاطى وان المسيحية هي الخلاص والملاذ رغم ان هنالك وقائع تجتمع عليها المتب السماوية الثلاثة في مسالة الايمان والموت والحياة.





نصيحه :النهاية مربكة، فاذا كنتم من محبي النهايات المغلقه الواضحة المتوقعه، لاتذهبوا لمشاهدة الفيلم.. شخصيا اعجبتني النهايه ولم تعجب اخي سالم





هذا ليس فيلم اكشن وصخب، هذا فيلم تأمل وتفكير وقراءة ماخلف السطور.





تقييمي : 7.4/10


#هيثم_سليمان


#الجميع_يشارك_سينما






من الذاكرة : مع كيلبرغر صاحب احد اهم الافلام الوثائقية الخاصة بالاطفال


من الذاكرة : مع المخرج القدير بسام الذوادي والنجم المصري عمر واكد



مسابقة من تنظيمي ودعمي الخاص لفتيات وقادة من كلية عبري التطببقية- كتابة سيناريو فيلم روائي قصير


المشاركة في تحكيم مسابقة افلام ملتقى اليوتيوب العماني الاول


شاركت اخي وزميلي محمد البلوشي في تحكيم مسابقة المحتوى البصري القصير في ملتقى اليوتيوب العماني والذي يعد احد اهم الملتقيات التي تهتم بصناعة المحتوى البصري والأفلام بشكل خاص


الاعلان عن ورشة في تعليم اساسيات كتابة سيناريو الفيلم الروائي القصير في مسقط


اعلان عن ورشة دولية في تعليم اساسيات كتابة السيناريو الفيلم الروائي القصير لطلاب الوطن العربي



لقطات من انجازات تقديم ورش كتابة السيناريو السينمائي والاخراج في مختلف الكليات في سلطنة عمان











الكلية التطبيقية في نزوى ( 4 مرات )
طلاب تخصص الاعلام الرقمي
طلاب تخصص الاتصال
صناع الأفلام من ذوي المواهب


الكلية التطبيقية في عبري ( 2 مرة )

طلاب تخصص الاعلام الرقمي
طلاب تخصص الاتصال
صناع الأفلام من ذوي المواهب


كلية التقنية العليا 
طلاب تخصص التصوير الفوتوغرافي والفيديوجرافي
أصحاب المواهب من صناع الأفلام

مؤسسة الردهة للمجتمع المدني ( 2 مرة)
مواهب من صناع الأفلام والمهتمين بالسينما


جامعة السلطان قابوس
جماعة طلابية و مهتمين بالشأن السينمائي



الهولوكوست في صورة سينمائية مختزلة










#السماء_تمطر_يهودا
هذه هي الصورة التي رست اليها مخيلتي وانا اشاهد  الفيلم البولندي الحائز على ثلاث جوائز #أوسكار عام 2003 وهي افضل ممثل وافضل مخرج وافضل نص مقتبس عن رواية.. فيلم #عازف_البيانو او #
thepianist
. بعضكم سيتسائل مالذي دفعني  الان لمشاهدة فيلم قديم مضى عليه خمسة عشر عاما! في حقيقة الامر عندما شاهدت فوز الممثل الشهير #ادريان_برودي #
adrienbrody بالاوسكار كأصغر ممثل يحصل على الاوسكار في العالم والدراما التي صاحبت تلقيه للجائزة وبكاءه على خشبة المسرح اضافة الى قراءتي انه قام بالتدريب يوما لاربع ساعات على عزف البيَانو اضافة الى انه رسام حقيقي اضافة الى قطعه بعلاقته مع حبيبته اضافة الى بيعه شقته وسيارته، كل هذا من اجل ان يتفرغ للعب دور البطولة في الفيلم،، هذه السيرة والكم من المعاناة جعلتني اتشجع كثيرا لرؤية الفيلم حينها لكن تفاجأت مثلما تفاجأ الكثير من متابعي ونقاد ومعجبي (اصنف نفسي متابعا فقط) بادوار حدا باهته قدمها ادريان وانتقاله للتمثيل في افلام الاكشن والدراما السطحيه فتساءلت هل هو هذا حقا ذلك الشاب الذي فاز بالاوسكار ومثل في فيلم يقال انه رائع ومن اخراج #رومن_بولونسكي المخرج البولندي اليهودي هو الاخر (ادريان ايضا يهودي)..

. حزمت الامر وقلت دعني اشاهد الفيلم ربما وجدت تفسيرا ما لغياب فنان كان الجميع يعقد عليه امالا ليكون ذو أعمال عملاقه تنافس عظمة #ليوناردو_دي_كابريو باعتبار انهما نالا نفس البريق من الظهور في #هوليود

ثم جاءت خيبة الامل.. شاهدت فيلم عازف البيانو ولم اجد فيه اي روعة تذكر سوى روعة التصوير في  الافلام الكلاسيكيه.. قصه مشوهه، تمثيل ادريان كان سطحيا جدا وذو رتم واحد لم يتوافق مع التصاعدية الدرامية في الاحداث، المخرج كان ذو رؤيه شبه معدومه وقدم مشاهد فيها منتهى العنف باقل قدر من التاثير وكان فيلمه عبارة ويكبيديا بصرية تقدم معلومات تاريخيه، وهنا ياتي مربط الفرس...
.
اعتبر هذا الفيلم دعاية صهيونيه واضحة لقضية المحرقة او#الهولوكوست  التي يزعم اليهود انهم تعرضوا لها اثناء الحرب العالميه الثانيه على يد #هتلر في محاولة جدا لاستئصال العرق الصهيوني ومسحه من على خارطة العالم لاسيما وانه تم ذكر معلومة مباشرة عن اعداد اليهود التي تم احراقها في غرف الغاز (كما يزعم اليهود) وقد وصل من نصف مليون الى ستين الف مليون يهودي بمختلف الاعمار.

لا استبعد ابدا ان يكون الفيلم ترويجا متعوب عليه لجر العالم الى الشفقة على اليهود باسقاط تاريخي مبالغ فيه لتصوير معاناتهم وعمليات القتل الوحشية والمجرم هو الالمان جنود وجنرالات #هتلر ومكاتب البوليس السري النازي #الجستابو..

لم يكن ادريان برودي ورومن بلونسكي الا فقاعه اعلاميه مسيسة كان الهدف من اشهارها واعطاءها الأوسكار الا تسليط الضوء على اليهود والحصول على استعطاف العالم لقضيتهم وتاريخهم المأساوي والدليل اننا لما نعد نرى اعمالا قويه لهذين الاثنين.. نفس النقطه التي بداتها في هذا التقييم والتي تتعلق باختفاء ادريان عن الافلام القويه.. باختصار هو ممثل عادي حدا ليس فيه مايميزه ولقد تراجعت نظرتي له بحق..

ومصيبة الامر ان الفيلم يدور خول معاناة عازف بيانو زمن الحرب لكننا لم نرى موسيقاه حاضرة في الفيلم الا فيما ندر جدا (الربع الاول من الفيلم ونهاية الفيلم وقليلا جدا ف المنتصف)

الجميل في الفيلم هو انه يعيد اليك صورة الافلام الكلاسيكية كصورة تشاهدها وتشعر ان المخرج كان حاذقا نوعا ما في هذه النقطه.. ماعدا ذلك، الفيلم لايستحق تقييم اكثر من 6/10 برائي

#هيثم_سليمان
#الجميع_يشارك_سينما
#السينما_تجمعنا
@
haitham.sulaiman

الخميس، 12 أبريل 2018

فرانكو نيرو في مسقط Franko Nero In Muscat


#جانجو_في_مسقط
استقدام رجل بمكانة العملاق  الايطالي #فرانكو_نيرو لاكبر تظاهرة سينمائية في #سلطنة_عمان بل واعرقها خليجيا لهو علامة واضحة على القفزة الكبيرة والتغيير الذي تقو زمامه #الجمعية_العمانية_للسينما للسينما في طرق ابواب السينما العالمية من مشارق الارض ومغاربها واستقدام الخبرات التي كانت ومنذ قرن مضى ماتزال تثري الاشتغال في #الفن_السابع
مع تواجد الفنان المخضرم في اروقة #مهرجان_مسقط_السينمائي_العاشر تفاءلت روحي بوجود ايقونات كانت الظروف تقنعنا فيها بالاكتفاء بمشاهدتها خلف شاشات السينما والتلفاز. الحالة الشعورية كانت اكبر من ان توصف بحق.
ومع غياب الكثيرين (ممن يجهلون من هو فرانكو نيرو) عن حضور فيلمه الذي اتى ليتحدث عنه اكثر مما حرص على عرضه لم يكن التواضع والابتسامة تفارقه طوال فترة الفعالية.
هذا الشقي المحترف هو احد رواد السينما الايطالية فترة مابعد الحرب العالمية الثانيك، الاربيعنيات مما دفع الداهية #كوينتن_تارينتيو لاختياره ضمن طاقم فيلمه #جانجو_دون_اصفاد #djangounchained انتاج عام
2012
حس الوفاء الثعلبي لدى تارينتينو جعله يدرك القيمة الكبيرة لوجود فرانكو جنبا الى جنب في تمثيله مع #جيمي_فوكس و الرائع الحاصل على #الاوسكار مؤخرا #كريستوفر_والتز و النجم #ليوناردو_ديكابريو لاسيما بعد ان اشتهر فرانكو في بطولة فيلمه الايقوني #جانجو انتاج عام
1966
وجود رواد السينما الكلاسيكية في مسقط أمثال فرانكو يدفعني الي تذكرة حقبة افلام مابعد الحرب وهيمنة السينما الايطالية على مشهد الحراك السينمائي العالمي لاسيما مع افلام على غرار #العراب او #thegodfather للرائع الباتشينو انتاج عام
1972
وفيلم #سارق_الدراجات_الهوائية #thebeciclethieve انتاج عام
1948
في حقبة مزدهرة عرفت بحقبة #النيرويالية #neroealism في تاريخ السينما الايطالية
لم يكن عرض الفيلم او المصافحات تحت الاضواء وعدسات الكاميرا هي المهمة اثناء تواجد فرانكو في مسقط بقدر اهمية التدفث اللحظي ابذي تشعر به وانت تتواجد بالقرب من ايقونة سينمائية وببساطة وعفوية لتسترجع عظمة الصورة السينمائية واقصاءها لهيمنة الشخصية وجبروتها لتفتح مشاهدات تكثر فيها تاملات الصورة والاسقاطات اكثر من تدفق الحوار..
ومازلت اتذكر تلك اللحظة التي سرقت فيها نصف دقيقة من وقت فرانكو للحديث معه خارج صالة العرض، حينها سألته
#كوينتن_تارينتيو هو احد استاذتي وملهميني في عالم الكتابك والاخراج، كيف كان تعامله معك اثناء تصوير فيلم #جانجو_دون_اصفاد؟
حينها ابتسم بدهشك وقال
( ذكرني باسمك لطفا كي لا انساه ابدا)

#هيثم_سليمان
#الجميع_يشارك_سينما