الثلاثاء، 9 يونيو 2015

رسول السينما العمانية

رؤية سينمائية
هيثم سليمان
سيناريست سينمائي وتلفزيوني






يأتي هذا الزمن وذاك برجال سخروا أنفسهم لخدمة بلاطه قبل أن يسخرهم الفن لهذه المهمة الجليلة.رجال عشقوا الفن السابع وأعطوا فيه بل وضحوا وقدموا الكثير ولكن بلغة الصمت والكتمان.يصدف أن نسمع كثيرا من التطبيل والتزمير الاعلامي لرجالات الفن السابع عبر وسائل الاعلام المختلفة بطريقة تجعلنا نغمض عدسات أعيننا المقربة عن رجالات أخرون يعملون خلف الكواليس دونما انتظار حتى لكلمة شكر.ومن هؤلاء الرجال أخص بالذكر الاستاذ الفاضل قاسم السليمي نائب رئيس الجمعية العمانية للسينما سابقا .انسان قبل أن يكون فنانا , حسٌ قبل أن يكون وجودا,  تصافحك ابتسامته المفعمة بعاطفة الود والمحبة قبل أن تصافحك افكاره.حواره متزن رزين ينأى عن اللغط ,بارع في انتقاء الكلمات الموصلة الى القلب والعقل معا ولاتكل من الجلوس معه ولا تمل الأنفس .وحالما تداعبك معه أحاديث الهم السينمائي في السلطنة الحبيبة لاشك أنك سوف تستشف غيرة وحرص هذا الرجل المهذب على الفن السينمائي في بلاده في وقت لم يعد فيه هذا الفن قطعة ديكور تكمل نقص التحفة الفنية العمانية بل الفضاء المحيط فعلا.

هذا الرجل لم يكتفي بخدمة القطاع الاعلامي الفني لأكثر من ثلاثين عاما بل تواجد بتواضع الكبار وانجاز المبدعين في قطاع السينما لما يزيد عن خمسة عشر عاما منذ مراحل تكوين الجمعية العمانية للسينما في بواكير بداياتها.لست هنا اليوم لأمتدح شخص هذا الرجل فهو في غنى عنه ولا لأظهره لأعلامنا الورقي فهو قد وصل الى قلوب مختلف العرب في مختلف المحافل السينمائية العربية ولكنني وجدت أنه من الواجب علي لزاما أن اسلط الضوء على مهمة مقدسة تولى ركوب جماحها بل وأوصل عن طريقها وما يزال رسالة السينما العمانية الى اقاصي الأرض.

اعتنق هذا الرجل النبيل وجدان الرسالة الفنية العمانية فسعى الى ايصالها لأخواننا خارج البلاد ممن لم يعرفونها أو عرفوها واضحوا مشتاقين لرؤيتها في كل حين.طوال السنين الماضية والاستاذ قاسم يسهم وبشكل فعال في ايصال وتسجيل افلام الشباب العماني في مختلف المهرجانات السينمائية العربية.يرتحل من مهرجان الى أخر وزاده كومة من (السيديهات) تحوي أمال الشباب في وصول فنهم الى الأقاليم المجاورة.كصانع أفلام , لا تستغرب يوما أن يتواصل معك هذا الرجل ليخبرك أنه سمع عن عملك وهاهو في طريقه للمشاركة في احدى المهرجانات ليشير اليك بتقديم عملك السينمائي للمشاركة فيه بل ويخلي عقلك من مهمة التسجيل المعتادة والمرهقة في كثير من الأحيان ليضطلع هو بهذه المهمة.يتبادر في ذهني دائما في كل مرة اعرف فيها أنه مايزال يقوم بهذه المهمة النبيلة , اي نوع من الرجال هذا الذي يخصص وقته وجهده وعلى حساب صحته للقيام بهذه المهمة ؟ نوع ٌ نادر بلا شك في زمن كثر فيه التقاعس وبذل الجهد الفني وكثر التطبيل ولغة الأنا .الفن اولا وأخيرا , هذا ديدين الرجل العاشق للفن المحب لخدمة أجيال وطنه من الشباب دونما انتظار لمديح أو شكر أو أجر.كم وكم من فيلم ٍ ارتحل في حقيبة سفر هذا الرجل وهو في طريقه الى محفل أو تظاهرة سينمائية مدفوعا بشغف السينما وحب خدمة الوطن وايصال رسالته .وكم من فعالية سينمائية على أرض الوطن كان الاستاذ قاسم فارس الكواليس فيها صبورا , مثابرا مضحيا معطاءا كالنهر دونما تسريب أو تهاون.خطف الاضواء ليست عادة هذا الرجل حتما.

ان تاريخ الاستاذ قاسم وسيرة حياته الفنية التي تلاقي الاشادة من خارج السلطنة قبل داخلها لهي مبعث على الفخر بهكذا رجالات وهكذا عطاء متجدد لايعرف انتظار رد الجميل في سبيل ايصال رسالة الفن السينمائي المشرف لُعمان, لذا لن أغالي ولن أتطرف ان قلت انه يستحق  لقب رسول السينما العمانية وبجدارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا