الاثنين، 8 يونيو 2015

السينما الشبابية العمانية بين التشرذم والتفرد


عمود رؤية سينمائية
جريدة الرؤية
هيثم سليمان
سيناريست سينمائي وتلفزيوني

careless7@hotmail.com 



سأخصص الثلاثة المنشورات القادمة في هذا الركن السينمائي العزيز للحديث عن السينما الشبابية العمانية حيث أنه لابد لي ككاتب سينمائي شاب أولا وكمعاصر لهذه الحركة السينمائية الشابة ثانيا أن اسلط بقعا من الضوء على هذه الحركة.موضوعنا الأول هو ظاهرة التشرذم والتفرد التي هي بحد ذاتها ليست حكرا متفشيا في السلطنة وانما في كثير من الدول العربية ولكنني أتطرق اليها هاهنا بمهمة الراصد لحراك السينما العمانية همنا الأول والأخير . ان المتابع لمسيرة السينما العمانية في الأعوم العشرين أو الثلاثين المنصرمة وفي الفترة الحالية أيضا سيدرك تماما أن الحراك السينمائي في السلطنة رزح ومايزال يرزح تحت وطأة التشرذم والتفرد حيث نجد جهودا فردية صغيرة هنا وهناك في مختلف محافظات السلطنة لانشاء حراك سينمائي يسعى الى المنافسة المحلية الخارجية على حد سواء.عبر التأريخ وفي مختلف العلوم تعلمنا أن الحراك العلمي أو الادبي المميز تبدأ بوادره بجهود فردية وهذا ماحدث تماما في بدايات الحراك السينمائي العماني مع جيل الرعيل الأول من السينما على يد جهود جبارة من السينمائيين المخضرمين العمانين أمثال حاتم الطائي وعبدالله حبيب وسما عيسى .هؤلاء بدأوا مسيرة الحلم فزرعوا أولى بذراته داخل الوطن وفي نفوس الشباب.حينها صدف أن عمل هؤلاء الرائعون فرادا أو في جماعات سينمائية مصغرة لاخراج أعمال سينمائية سواءا بصرية أو كتابية نقدية أو غيرها.في ذلك الزمن الجميل يمكننا القول أن ظاهرة التشرذم والتفرد لم تكون واضحة المعالم  لكون هؤلاء الثلاثة تقريبا هم الاكثر ظهورا وانتاجا على الساحة السينمائية المحلية ناهيك عن المعرفة التي تجمعهم ومرتكزها حب الأدب  احد محركات الابداع السينمائي المهمة.وان كانت تلك الظاهرة موجودة حينها فمازلت لا ألقي اللوم على ذلك الجيل وذلك لعدة اسباب منها الولادة العسيرة لحراك سينمائي عماني في تلك الفترة يضاف اليها شح الامكانيات المادية وقلة الخبرة ونقص المصادر وبساطة التقنية السينمائية.

بمرور السنين وتواليها بدأت الظاهرة في التفشي بشكل أكبر حيث بدت واضحة للعيان. شبابنا الحالي اصبح يوسع أركان هذه الظاهرة ويعملقها أكثر فأكثر.نسمع عن أفلام سينمائية قصيرة تصنع هنا وهناك بمجهودات تكاد تكون فردية خالصة بعيدة عن السامع والمتابع ثم نفاجأ بهذه الافلام تشق طريقها الى الخارج بل وتفوز وتكرم في مختلف المحافل السينمائية العربية والدولية.ورغم أن التقنية السينمائية تطورت بشكل ملحوظ ورغم أن الحراك السينمائي العماني أصبح أكثر نضجا ومع تعدد المصادر والخبرات وتعدد طرق الدعم الا اننا مازلنا نرى شبابنا يصر على التفرد والتشرذم في احزاب صغيرة تكاد تجمع أغلبها صلة القرابة أو الزمالة.

هل ثقافة العمل الجماعي السينمائي غائبة عن اذهان الشباب بحيث أصبح الفلم العماني الفلاني يحمل اسم صاحبه كاتبا مخرجا منتجا؟ هل هو حب الخروج بعمل فردي يشار لصاحبه بالبنان؟ هل هو عزوف وتقاعس ؟ أم هو يأس من عدم توفر الدعم الكافي لقيام صناعة سينمائية منافسه؟ نحتاج الى أجوبة من الشباب فعلا ولن يحدث هذا الا اذا اجتمع هؤلاء الشباب تحت سقف سينمائي واحد لتباحث وتدارك الظاهرة وهذه مايجرني بشكل طبيعي للحديث عن الجمعية العمانية للسينما حيث لم تألوا الجمعية جهدا في مواصلة دعوة السينمائين الشباب للتجمع حولها والتكاتف عبر فرق موحدة يجمعها حب هذا الفن الراقي ورغبتها في رفع سمعة هذا الوطن في المحافل المختلفة.ورش, محاضرات, دورات تدريبية واجتماعات تقام على مدار السنة ولا تجد من يحضرها الا عدد قليل.ختاما, اثلج صدري خبر انضمام صالون ظفار السينمائي الى الجمعية العمانية للسينما ليسهم بشكل أكبر في تفعيل الحراك السينمائي في نفوس الشباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا