الاثنين، 8 يونيو 2015

وجهة نظر...اعادة نظر

رؤية سينمائية
هيثم سليمان: سيناريست سينمائي وتلفزيوني


سكريبت كت 




سبق وأن تحدثت في مقالات سابقة من هذه الزاوية الحبيبة عن مدى تعدد أذوائق متابعي الأفلام السينمائية وكيف هي مختلفة جدا تلك الأذواق لمرجعيتها ونهجها وأسبابها.ويأتي مقال هذا الأسبوع في نفس مجال كادر الكاميرا السينمائية ذاك لكنها مسلطة هذه المرة على السينما العُمانية.توقفت عن الذهاب الى صالات السينما طيلة مايقارب شهر من عمر الزمن وذلك لارتباطي بكتابة بعض سيناريوهات الأفلام الروائية الطويلة مما جعل نطاق متعتي السينمائية محدودة بمتابعة بعض الأفلام القديمة التي شاهدت أو لم أشاهد على قناة الشرق الأوسط الفضائية  الثانية ( الأم بي سي 2 ) كل ليلة . ورغم ذلك رب ضارة نافعة فهذا النطاق سمح لي بمتابعة عدة أفلام تجارية تنوعت بين الكوميديا والأكشن والدراما الرومنسية وأخيرا الرعب.وبينما كنت أشاهد هذه الأفلام كنت اتساءل نفس التساؤل الذي يطرق أفكاري كلما انتهيت من متابعة فيلم على تلك القناة.لمذا لا نشهد تعددا في نوع الأفلام العُمانية التي تقدم الى الساحة السينمائية في السلطنة أسوة بالتعدد الذي نشهده في  الأفلام المُصنعة في باقي دول العالم؟ ولا أخصص الحديث هنا عن صنع الأفلام الروائية الطويلة وانما القصيرة ايضا كونها أكثر عددا من الأفلام الروائية الطويلة ولأسباب سبق وأن تطرقت اليها سابقا ولا يتسع المجال لتكرارها.أقذف كرة تساؤلي هذا الى ملعب الجمعية العُمانية للسينما باعتبارها البيت السينمائي الرسمي لصناعة السينما في بلدنا الحبيب.لماذا لا يتم تبني انتاج أفلام روائية قصيرة كانت أم طويلة لكنها ذات نوعية مختلفة عن الأفلام العُمانية التقليدية التي تطرق تبرز جانب الحضارة والمورورث الشعبي في قصص درامية جميلة ؟ " البوم" و " أصيل" كأمثلة مرجعية لما أقول.لماذا لا تنتج أفلام من النوع الرومانسي أو الأكشن أو الرعب حتى؟ مالذي ينقصنا لنختلف عن غيرنا في تنوع الحراك السينمائي العالمي؟ وأعرف أن وبمجرد كتابة هذه التساؤل سيسخر بعض القراء ممن يتابعون السينما أو من صناعها حتى وتتبادر في ذهنهم عبارة " فيلم أكشن أو رعب عُماني ؟" واقول لهم بالعامية" أيوا فيلم أكشن أو رعب وعُماني بعد .ليش لا". نحن نعلم أن ذوق المشاهدين يختلف من فيلم الى أخر وفي وقت نشهد فيه كثرة متابعة جيل الشباب من المشاهدين لأنواع مختلفة غير تقليدية من الأفلام في صالات السينما.فلماذا تظل ثقافة المشاهد العُماني ظالمة لأعمال سينمائية غير تقليدية فيسخرون منها وينقدونها بعلم أو جهالة؟ ألم تكن تجربة الفنان سالم بهوان في صنع فيلم الأكشن " البحث عن مستحيل" تجربة تستحق الاشادة والوقوف عليها؟ أم أن المشاهد العماني قد ترسخ في ذهنه أنه لايمكن لصناع السينما العمانيين صنع مثل هذا النوع من الأفلام؟ وأعيد الكرة هنا الى ملعب الجمعية العُمانية للسينما مترجيا اياها بالسعي لتكثيف مثل هذه الانتاجات حيث أن هذا التكثيف هو أحد السبل التي تجعل جمهورنا العماني يتعودها ثم يتقبلها ثم مستقبلا يحرص على متابعتها.حبذا لو تنتهج الجمعية هذه التوجه في التنوع في أفلامها أو تشجع صناعة مثل هذه الأفلام. لماذا نخشى من عدم تقبل الجمهور لهذه الأعمال؟ لماذا نخاف كثيرا من مستوى تسويق هذه الأفلام اذا ما استعنا بخبرات محلية وخارجية في صنعها وتسويقها بالشكل الأمثل؟ ولا أود هنا مقارنة افلامنا هذه بافلام  الأكشن والرعب والرومنسية في هوليود أو بوليود  لأنها ستكون مقارنة مجحفة ولكن هيا دعونا نحدث تغيرا في تلك الثقافة التقليدية الراسخة بأنه لايوجد فيلم عماني غير تقليدي قادر على شق طريقه الى النجاح.لاشك أن التجارب الأولى ستكون مؤلمة وحافلة بالمشقة والتضحيات والانتقادات لكنني على ثقة بأننا سننجح في النهاية بكثرة التجارب والتكثيف الذي لا يتأتى الا بجهود الجمعية وصناع السينما في عُمان.نطمح في ذلك اليوم الذي ندخل في صالة العرض لنشاهد أفلاما عُمانية غير تقليدية.ولن يتحقق هذا الطموح دون التجربة تلو الأخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا