الثلاثاء، 9 يونيو 2015

سلطنة عمان السيناريو الكبير-- الطبيعة ---

رؤية سينمائية
هيثم سليمان
سيناريست سينمائي وتلفزيوني





بعد أن تطرقت الى العامل الأول – الإرث-  من عوامل جذب كُتاب السيناريو للاشتغال على سلطنة عمان سينمائيا , سأكمل المشوار اليوم للحديث عن العامل الثاني والأخير و الذي هو ليس بغريب ولا بعيد عن الأعين الا لمن لم يزر سلطنة عمان من قبل أو لم يرها عبر وسائل الاعلام المختلفة.

من المعروف أن الطبيعة في بلد ما هي احدى مقومات الجذب السياحي كما أنها تشكل القالب الجاذب لاحتواء أي فنان واي عمل فني لاسيما ان توافر فيها من الجمال والاختلاف الشيء الكثير. لست بصدد شرح – لا مدح – كم هي جميلة طبيعة عُمان وماهي المناطق التي يمكن أن تسحر لب الزائز والمشاهد لأن مثل هذه الديباجات تتوفر وبشكل أجمل في كتب الدليل السياحي ومواقع الانترنت والخرائط الطبوغرافية الطبيعية ولكني أركز في حديثي في هذا المقال عن الجوهر الذي يميز طبيعة عمان عما جاورها من الأقاليم الا وهو الاختلاف.

بين السهل والجبل , البحر والصحراء , القفار والجبال الخضراء , الأودية والجزر الصغيرة , هنالك مشاهد يصعب أن تبقى حبيسة الفراغ أو تختبئ عن أعين الفنان. تلك العين التي تقدر فعلا تماهي الجمال في عالم متفرد تختلف تفاصيله وتتنوع , تتشعب وتتناثر في لوحات جميلة مرسومة بريشة مبدع أو صورة سرقت من جمال الوقت لحظة أو فيلما سينمائيا تتحدث فيه الصورة والمكان مع حوار الانسان. انها طبيعة عمان التي لطالما كانت وكما تزال تسحر لب كل من يراها فما بالك بمن يملك الحس الفني وما بالك بمن يجيد الاشتغال في الفن السابع كاتبا كان أم مخرجا.

انه ليس من باب المصادفة ولا المجاملة أن تأتي "بوليوود" مثلا لتصوير عدة افلام سينمائية في عُمان. وليس من داعي للاستغراب ولا للتندر – مثلما قد يتبادر الى ذهن بعض الجهلة -  ان قلت أن هوليوود ستحذو حذوها قريبا يوما ما في ظل البحث المستميت المحموم لمنتجي ومخرجي السينما الامريكية عن مواقع تصوير جديدة ومختلفة بعدما تشبعت الأفلام الامريكية –  التي لا تقع ضمن فئة الخيال العلمي المصنوعة بالتقنيات كليا-  وبشكل متكرر من مواقع التصوير التي استهلكت حتى لم يبق فيها تقريبا ما يمكن أن يصور. باب الصناعة السينمائية مفتوح ٌ على مصراعيه لا تقيده حدود جغرافية ولا رحلات طويلة بالطائرات طالما وجد الشغف والبحث عن الأجمل والأنسب.

ومثلما أقول أن عمان بطبيعتها الساحرة المتنوعة من مسندم الى ظفار قادرة على اجتذاب مخرجين ومنتجين وكتاب سيناريوهات من الخارج , أعود وأنوه الى أهمية أن تتلقف هذه الطبيعة وتتعامل معها بحرفية وحنكة أياد صناع سينما عمانيين يحيط يقبعون في جنة خصبة للاشتغال السينمائي اذ انه ليس من المنصف فعلا أن يأتي يوم يأخذ فيه صناع السينما العمانية حصة زهيدة من الاشتغال السينمائي العالمي على طبيعة سلطنة عمان سينمائيا .وهنا يأتي السؤال الذي لابد أن يأتي في مرحلة ما  " لماذا لا نزيد من جرعات كتاب السيناريو المشتغلين على موروث وطبيعة عُمان سينمائيا ؟ " هل هو تقاعس من هؤلاء الكتاب؟ هل هي صعوبات مؤسساتية ؟ هل هي عدم خبرة وكفاية للجود بنص جيد ؟

تتعدد الأسباب لكننا في طور الحصول على نتيجة واحدة عما قريب وأتمنى أن نكون نحن أحد الأطراف الأقوى فيها كمشتغلين سينمائيين فيها وليس مجرد حامل كاميرا ينتظر في الزاوية اشارة بإحضار الكاميرا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا