الثلاثاء، 9 يونيو 2015

المخرج السيناريست السيناريو الاخراجي (الديكوباج)



سكريبت كت





بعد أن تطرقنا الى عنصر الموهبة والقدرة اللتان يجب أن يتحلا بهما مخرج الأفلام السينمائية ليستطيع فهم السيناريو المكتوب أمامه , نأتي اليوم لنتعمق قليلا في عنصر حيوي أو مهمة احترافية يضطلع بها المخرج بل ولن أغالي ان قلت انها من الضروريات الملحة له لصنع فيلم احترافي جيد.

كلمة ديكوباج هي كلمة فرنسية الاصل حديثة التداول لفظيا, قديمة التداول حرفيا ويمكن تبسيطها الى الفن الذي يستخدم فيه الانسان صورا او قصاصات او قطعا باستخدام المعاجين والغراء لتكوين مجسم او رسم او مخطط ما لشيء يود القيام به كتزيين السطوح وتحديدها.ولقد سمي بفن الانسان الفقير حيث لم يكن الفقراء في استطاعة من العيش لاستئجار فنانين لعمل ديكورات منازلهم او حتى مشغولاتهم اليدوية فابتكروا هذا الفن الذي ازدهر كثيرا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في أوربا.

أما الديكوباج كحرفة في المجال الفني السينمائي والتلفزيوني فيعرف بكل بساطة على أنه تقطيع السيناريو السينمائي او التلفزيوني الى لقطات محددة الاحجام والتفاصيل بها كل ما يتعلق بكل لقطة من حركة ووضع الكاميرا بالنسبة للشيء المصور وهي طريقة تعامل الكاميرا مع المكان والزمان حيث انه عملية تجسيد فعلية صورية من خلال تكنيك الكاميرا . ومن منطلق أن السيناريو هو قصة وشكل حيث تأتي القصة في الشق الأول من هذا البناء الكتابي ثم يأتي بعدها الشكل أو (الفورمات) في الشق الثاني منه, نستطيع وبكل ثقة أن نقول أن الديكوباج يأتي مجمله ليضطلع بالشق الثاني الا وهو الشكل , لذلك توجد علاقة جد وثيقة بين السيناريو والديكوباج اشبه بعلاقة الكامل والمكمل.


وبعد أن يكتمل السيناريو النهائي الصالح للانتاج عمليا, تأتي مهمة مخرج الفيلم في صنع ووضع ديكوباج مستمد ومستنبط من مصدرين مهمين, أولهما نص السيناريو الأصلي, وثانيهما خبرات وقدرات المخرج الفنية تضاف اليها خبرات أفراد أخرين من ضمن طاقم صنع الفيلم نفسه مثل مدير التصوير ومهندس الديكور والمناظر.حيث يمكن أن يعمل هؤلاء جنبا الى جنب مع المخرج في رسم واضفاء التفاصيل الفنية الدقيقة لهذا السيناريو الاخراجي كلٌ حسب صنعته ومكانه في الفريق.ومع تضافر هذه الجهود بامكان الملاحظ أن يرى مقدار المخيلة ونسب التوقع والقياس التي يضعها المخرج مع فريقه لصياغة ورسم الديكوباج حيث أن هنالك  ملحمة فعلية ترسم على الورق قوامها مخططات وقياسات وأحجام ورسومات للقطات ومواضع الكاميرا بل وحتى الرتوش التي تبين عناصر أخرى ضمن اللقطة الواحدة كالاضاءة والزوايا وايحاءات الحركة.سنشاهد في هذا العمل الابتكاري المبدع كثيرا من الارقام, كثيرا من الأسهم كثيرا من الرسومات ولكن قليلا من الكلام.لأن الصورة البيانية تطغى وتكتسح التصور الذي ينبغي أن يخرج به مخرج الفيلم عن فلمه أكثر من الكلمة التي لعبت دورها سابقا في السيناريو الاصلي لتنتهي سطوتها هنا ويفتح المجال أمام الصورة لتتحدث.

من هنا, وجب على المخرج أن يلم ويدمج بين قدرات فهم السيناريو بل الغوص في عقل ولب السيناريست الذي كتب النص ليقدر على انتزاع ذلك العالم الصوري البديع من مخيلته لينقله الى مخيلته هو ثم يترجمه فنيا وحرفيا الى عالم صوري يراه المشاهد.وان لم تكن دراسة السيناريو - كمرحلة تسبق دراسة الاخراج-  مهمة ومجدية لما انتهجت المعاهد والاكاديميات السينمائية المختلفة نهج تدريس المخرج أسس وقواعد كتابة السيناريو قبل ان يتخذ طريقه الى الاخراج .دائما ما يكون عبور الجسر مرتبطا بما قبله وبما في الجسر نفسه.

هناك 5 تعليقات:

  1. جميل جدا الموضوع مفيد بشكل كبير

    ردحذف
  2. الله يوفقكم يارب ودائما تطلون علينا بكل جديد ومفيد جزيل الشكر

    ردحذف
  3. هل ممكن نغير الوان الموقع عشان نعرف تقرأ كويس ؟

    ردحذف
  4. معلومات قيمة جدا شكرا اخي

    ردحذف

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا