الثلاثاء، 9 يونيو 2015

نماذج من السينما العُمانية الشابة فيلم "خالد" لعيسى الصبحي

رؤية سينمائية
هيثم سليمان
سيناريست سينمائي وتلفزيوني







في خطوة ارتأيت أن اراها بمنظور التكليف قبل أن تكون من منظور التشريف خصوصا كونها شكلت وما تزال تشكل شغفا وهاجسا ملحا في طرح ما يجود به صُناع الأفلام الشباب من العمانين وبعيدا عن التفرد أو التجمع في الجهود التي يقوم بها هؤلاء الصناع هنا وهناك في مختلف أراضي السلطنة, جاء الوقت الذي أخصص فيه عدة مقالات قادمة من هذه الزاوية السينمائية المستقلة لتسليط الضوء على السينما العمانية الشابة من خلال طرح مجموعة رؤى سينمائية أدبية وفنية خاصة بنماذج من الأفلام العُمانية القصيرة التي انتجت في الفترات الماضية ونال بعضها التقدير والظهور المستحق.وتأتي هذه الخطوة كمحاولة مجتهدة لعمل موسوعة وطنية صحافية مصغرة للأفلام العمانية الشبابية القصيرة حرصا أن يطلع عليها الجيل اللاحق فيما بعد .ومن هذا المنطلق وعبر هذه الزاوية , أرحب بكل صانع أفلام عماني شاب ( من سن الخامسة عشر الى سن الأربعين) ذكرا كان أم أنثى اذا ما رغب في فتح قناة للتواصل معي من أجل أن اضم عمله الى هذه الموسوعة. والله الموفق والمعين.

ابدأ معكم مسيرة الموسوعة بعمل للمخرج الشاب عيسى الصبحي الذي سبق وأن رأينا أو سمعنا عن أعماله له مثل " قبل الغروب " الذي فاز بعدة جوائز محلية وخارجية ابرزها فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان الخليج 2011  اضافة الى جوائز عدة على مستوى مؤسسات التعليم العالي , وفيلم " من أنا " بالاشتراك مع المخرج الشاب خميس أمبوسعيدي- الذي سأخصص له مساحة في مقالات قادمة باذن الله - ,  وفيلم " غني لي يا دمية" انتاج 2012 والفيلم الوثائقي القصير " قرية بني صبح" انتاج 2012 ايضا.وسوف أقوم بابداء رؤيتي السينمائية حول أخر أعماله السينمائية الا وهو فيلم " خالد" ومن ثم ستكون هنالك مساحات أخرى في المستقبل القريب للحديث عن باقي الأعمال المذكورة أعلاه.سأسير على نهج ذكر نقاط أدبية عامة متعلقة بالفيلم ومن ثم سأتطرق الى النواحي الفنية في المقال القادم.


فيلم "خالد" انتاج 2014 وهو جزء من المشاريع السينمائية التي اقيمت في ورشة أكاديمية نيويورك للأفلام في دولة قطر الشقيقة من نفس العام.تم عمل صنع الفيلم في يومين أولهما التصوير وثانيهما عملية المونتاج.يقع الفيلم في حيز زمني يقدر بأربع دقائق وخمس ثوان ويحكي قصة خالد, عامل النظافة الذي يعيش تجسدات سيريالية بين الواقع والخيال المأمول.يبدأ الفيلم بصعود خالد الى خشبة المسرح يرتدي زي العمل يحمل عدة التنظيف ليعثر على معطف وقبعة على الخشبة فيقوم بارتدائها ويتقمص دور شخصية وجودية حالمة ابتكرها عقله كاشتقاق طبيعي للوضع الاجتماعي الذي يعيش هو فيه.فيبدأ في سلسلة من التخيلات التي تحاكي واقعه المؤلم ومعاناته في التعامل مع المجتمع من حوله في ظل الوضع الاجتماعي والوظيفي الذي فرضته عليه الظروف الحياتية.ذلك المجتمع الذ لا يراه الا من منظور دوني يمثل واحدا من أقسى مستويات التعامل الانساني بين البشر بعضهم بعضا مع غلبة التكلف والتأمر فيه فيتذكر خالد من على خشبة المسرح كيف يعامله المجتمع المحيط وكيف يحرمه من أبسط حقوقه في الاستمتاع بالحياة أو حق المشاركة. نرى كل هذا  ثم نختتم بخالد ينثر محتويات كيس القمامة على خشبة المسرح في لحظات تعبيرية يختلط فيها المأمول والموجود.وفي أثناء الاندماج الروحي المشبع بحركات جسد راقصة تارة وتمثيلية تارة أخرى متناغمة مع الخيالات التي يعيشها .يأتي الشخص المكلف بالاشراف على المكان ليوقظه من أحلام اليقضة يعيده الى الواقع ليطلب منه تنظيف الخشبة لكن خالد يرفض الانصياع للأمر ويغادر أرض الخشبة مبتسما.هذه هي قصة الفيلم أما عن الرؤية الفنية الخاصة به فللحديث بقية في المقال القادم " خالد , وجود , تقمص واختيار"......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا