السبت، 2 سبتمبر 2017

ضحي في تايلند , ويستمر الرهان





قبيل توجهي الى صالة السينما وأنا أعرف أنني ذاهب لمشاهدة فيلم إماراتي كانت العديد من المعادلات تدور في ذهني عن توقعاتي حول فيلم اماراتي لاسيما في خضم المرضي والغير مرضي من الأفلام الاماراتية التي بدأت بالفعل تشكل موجة ان لم تكن محترفة فهي بلا شك حميدة وغير ضارة لصناعة الافلام في الامارات.

بادي ذي بدء شدني وجود الفنان العماني (ابن البلد) الاستاذ سعود الدرمكي في الفيلم نفسه مما اثار حاسية التفاؤل في داخلي بانطلاق الفنان العماني الى شاشات السينما العربية ونحن من كنا نظن أنه لن يتجاوز الشاشة الفضية الصغيرة فما بالك أن يكون هذا الفنان هو أحد نجوم الصف الأول من الفنانين العمانين , الاغراء كان لايقاوم البتة , قلت في نفسي ساقلب الطاولة على توقعاتي ودعني اذهب لاشاهد فيما يشارك فيه ابن البلد واستاذ تربينا على حس الفكاهة فيه . كعمانين , نحن بحاجة الى الخروج والمشاركة في السينما الخليجية والعربية لاسيما سينما الجيران وهم يقودون صناعة السينما الخليجية التجارية بمحاولات وصبر ومثابرة في مرحلة للتصحيح.

كان الحضور في القاعة يوشك على الامتلاء وجمع عربا وعمانيا  واماراتيين ايضا, وطوال فترة الفيلم لم نشعر بأن هنالك مبالغة  مؤذية للحس الفني بل شعرنا بانسجام مع الفيلم وضحكنا حينما القيت دعابة هنا او هناك لكن الوجود المسرحي في اداء الممثلين كان حاضرا, لم يكن مؤذيا منفرا عموما.

هذا الفيلم الذي يقارب الساعتين من الزمن والذي يضم فنانين من الخليج والسودان ومصر اخذ منهج الكوميديا الاجتماعية الهادفة مع بعض الرسائل المبطنة للاصلاح. كانت القصة مهزوزة شيئا ما كما ان اتساق الاحداث والتقطيع المزعج في المشاهد قبل ان تصل الى مرحلة التشبع لدى المشاهد كانت من ابرز الملاحظات عليه . لن نقول انه لم يكن مرضيا قصصيا ولكن لو كان ثمة اشتغال أكثر على عمل موجه ذو رسالة بزوايا قصصية لكان العمل افضل بكثير . الكثير من النقاط التي لم تتعجبني رميتها في سلة التجاهل وحرصت على ان احقق اكبر قدر من الاستمتاع بالفيلم بعيدا عن التعقيد والتعمق فيما نجح فيه المخرج (وكاتب السيناريو) راكان وفيما فشل فيه وبالاخص النهاية التي جاءت تلقينية بشكل مفرط جعلتني احاول جاهدا ان اتمالك اعصابي في وقت صرح به كثير من مشاهدي الفيلم انها كانت مؤثرة واثارت قشعريرة في داخلهم. حلم الوحدة العربية, لم يكن ينبغي ان يكون تلقينيا جدا يا راكان.

من المدهش ايضا ان الجزء اسابق من الفيلم حقق اعلى ايرادات في تاريخ السينما الاماراتية الوليدة وهذا يعد عاملا أخر للجذب نحو مشاهدة الفيلم كما أن الاف المشاهدين العرب والاماراتيين من دول الخليج وخارجها تدفقوا على صالات السينما للمشاهدة وهذا مؤشر يبعث على الطمأنينة في استمرارية الرهان على ضخ السينما الاماراتية لصناعة الافلام . ومن هنا تبدأ النقطة.

صناع الافلام الامارتين يحاولون يا فتى , نعم يحاولون وبجد أن يضخوا اعمالهم الى الشاشة العملاقة حتى وان حفت هذه الاعمال الاخطاء أو الاخفاق أو قلة الجودة فنيا وموضوعيا, لكنهم على الأقل يحاولون وهذا يحسب لهم, يحسب لهم وبشدة في وقت نرى فيه الكثير من تضييق الخناق وعدم الاتساع المادي والمعنوي في باقي دول الخليج سينمائيا . السينما الاماراتية برعت في المجال الرواءي القصير وهاهي تحاول ان تشحذ التجارب في الروائي الطويل.

نحن لا نتحدث هنا عن اعمال نوف الجناحي او سعيد سالمين او الشحي فتلك مدرسة اخرى حرصت على ان تمزج شيئا من معالم لاسينما المستقلة الى تشكيلات تقترب من السينما التجارية مع الحفاظ على العمق, الواقع, المجتمع كقالب وغاية والمشاعر الوجدانية لدى الانسان . هنا, نحن نتحدث عن افلام شباك تذاكر, عن سينما تجارية اماراتية تحاول ان تسحب مشاهدا من لجة مشاغله وملهيات الحياة والانترنت والسوشال ميديا لينهض ويشتري تذكرة ويجلس في كرسي لساعتين لمشاهدة فيلم من انتاج وطنه . نحن نتكلم هنا عن راكان وعلي مصطفى وغيرهم من صانعي الافلام الاماراتيين الذين يسعون وبدعم -ملحوظ- في مواصلة الرهان على الفيلم الاماراتي بغض النظر عن قضيته وقالبه وجودته ..

اختم حديثي بقول , انك لن تأكل سنابل القمح الا بعد أن تحرث الحقل يا فتى..
نتمنى المزيد من السينما الاماراتية في قادم الزمن, وما زلت اعقد عليها الرهان ايضا في المواصلة والتطوير نحو الافضل والاجود.















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا