السبت، 29 أغسطس 2015

الحوار السطحي في السيناريو السينمائي





الحوار السطحي في السيناريو السينمائي
استرجاع : يُعرف الحوار في السيناريو السينمائي على أنه الكلام الذي يدور بين شخصيات بالنص سواء كان ذلك الحوار بين شخصيتين مختلفتين أم حوارا مزدوجا لشخصية واحدة فقط (حوارا ذهنيا) . ويأتي الحوار ليكمل جمالية النص ككل بل ويوضح مسار الأحداث في كثير من الأحيان.وحينما نتحدث عن الحوار ,نحن بالتالي نتحدث عن قالب يمكننا أن نسميه "خذ وأعطي " حيث تتبادل الشخصيات بالنص عبارات منتقاة حسب سير الأحداث وحاجتها للتواجد بالنص مما يعني وجود تفاعل درامي سلبا كان أم ايجابا أم جامدا بين تلك الشخصيات .
في المقال السابق من العمود تحدثت عن الأنواع الثلاثة من طبقات الحوار بالسيناريو السينمائي وهي الحوار السطحي , الحوار العميق والحوار الديناميكي . في هذا المقال سأتحدث وبشكل مختصر عن النوع الأول من في الطبقات الثلاث ألا وهو الحوار السطحي. باديء ذي بدء , ما هو الحوار السطحي في السيناريو ؟ يمكننا أن نعرفه ببساطة على أنه مايكتب من الكلام على لسان الشخصيات في متن نص السيناريو على أن يكون هذا الكلام بسيطا الى درجة السذاجة والضعف أدبيا وفنيا بشكل يستسهل أو يستنكر فيها القاريء ذلك الكلام ويعتبره غير مناسبا للشخصيات أو الظروف المحيطة بالحدث داخل المشهد أو أن يكون غير مقبول ثقافيا , لغويا, دراميا على الأقل من القاريء .لا يمكننا تجاهل أن هنالك حوارات سطحية تتواجد في الكثير من السيناريوهات السينمائية تفرضها عدة عوامل منها ما ذكرته في المقال السابق كنوعية الفيلم الذي يعكف الكاتب على كتابته و طبيعة توزيع الادوار في النص حسب الشخصيات بقصة الفيلم. هذه العوامل يمكن تسير أو تجبر كاتب السيناريو الى وضع حوار سطحي يتناسب والظرف المحيط بالمشهد أو بالشخصيات ولكن دعونا نتجه الى الحالة التي لايكون هنالك اكراه, أو اجبار على الكاتب لسلوك هذا المنحى وهذه الحالة لابد أن تكون متصلة بالقدرات الفنية للكاتب نفسه.
عندما يكون كاتب السيناريو غير متمكن من أدواته يُصبح أكثر عرضة لوضع حوار سطحي هش.عدم معرفة الكاتب لكيفية تسخير أدواته (اللغة ,المعرفة الكافية, الاتساق الفكري, الخيال, الصياغة والإنسياب البصري والصوتي , الأفعال, الوصف, لغة البيئة والجسد والمكان ) تدفع الحوار نحو هاوية التسطيح لأن ما يكتبه في السيناريو يُثر مباشرة على مايكتبه في الحوار. ايضا يشكل ضعف معالجة الفكرة أحد اسباب سطحية الحوار فحينما يتوقف الكاتب عن البحث في مكامن ترقيع فكرته وتطويرها وجعلها أكثر رونقا وجمالا يندفع لاشعوريا نحو حوار سطحي ضعيف مبني على سذاجة ونقص الفكرة. ونقص الفكرة أو عدم انهاءها يثير ارتباكا لدى القاريء الذي يحرص على ربط السيناريو بالحوار وهذا من حقه كقاريء طالما أن خانة السيناريو وخانة الحوار يكملان بعضهما بدهيا. أما المدى الذي يوفي ويخلص فيه الكاتب للسيناريو الذي يكتب وتمسكه بالقضية, الرسالة, الهدف المتضمنة في نصه فيشكل جانبا أخر لقوة أو ضعف الحوار. أن تعطي النص من روحك وشغفك وإيمانك لاشك أن هذا العطاء سيثمر فيما تكتب ويدفعه لى الأفضل في كل حين.

ولي تكملة مع النوع الثاني من طبقات الحوار وهو الحوار العميق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا