رؤية سينمائية
هيثم سليمان
سيناريست سينمائي
وتلفزيوني
قبل عدة اسابيع بدأت معكم مشروع تواجد مبادرة صحافية سينمائية والتي تناولت وسأتناول فيها بحوله تعالى بين المقال والأخر في زاويتكم السينمائية
الأسبوعية , أحدى التجارب السينمائية العمانية القصيرة لأسلط الضوء عليها بمصباح
سينمائي قوامه رؤية سينمائية فنية وأدبية قدر المستطاع أخذا نصب عيني هدف وجود
موسوعة صحافية وان صغرت عن اجتهادات الشباب العماني في الاشتغال بالحقل السينمائي.
أن من حق الأجيال العمانية الحالية
والقادمة أن تعرف عن نتاجات شبابنا العماني. وأن تعرف أيضا من هم أولئك الجنود
الحقيقيون الذين أوصلوا السينما العمانية - فئة الأفلام القصيرة- الى الوسط المحيط خليجيا وعربيا وعالميا بعيدا
عن التطبيل الاعلامي الذي يقام لأعمال الكبار – سنا وليس انتاجا – وجميع الوقائع التي رافقت قيام
السينما العمانية في السلطنة تشهد بأن سينما عمان كإنجاز يستحق الاشادة العادلة
اقليميا هو انجاز شبابي بحت. أنها مبادرة اؤمن كثيرا أن لابد لها أن تتواجد لنحفظ
أرثنا السينمائي الشبابي الذي صنعناه لسنوات قليلة قبل أن يضيع هنا وهناك ويصبح
اثرا بعد عين لنأتي في يوم ما مستقبلا لنستمع الى جماهير الأجيال الجديدة وهي
تتساءل " ماذا فعلتم أنتم ؟ لم نسمع عنكم ".
أجل , حريٌ بنا نحن المشتغلون الشباب في الفن السابع أن نوثق أعمالنا بصريا
وكتابيا لكي يعرف عنها الأخرون. ان كنا سننتظر غيرنا لنفعل ذلك, لنكن على ثقة بأن
غيرنا لن يفعل وان فعل فلن يعطيها حقها من التوثيق والاهتمام. لذلك جاء المشروع
باسم المبادرة, هي بادرة من صميم أرواح قلوب وعقول صناع السينما العمانية الشباب
لتوثيق ما قاموا به حتى الأن.
وقد يتساءل الكثير عن مدى جدوى خروج هذه الموسوعة الى النور خصوصا في خضم
قلة الافلام السينمائية القصيرة المنتجة. وتأتي الإجابة بنعم هنالك جدوى عظيمة من
وراء خروجها للنور. أولا, هي فرصة كبيرة وخلاقة للتعرف على الجهود التي يبذلها
الشباب العماني في مختلف محافظات السلطنة في الاشتغال السينمائي. حيث ان واقعنا
السينمائي العماني ما يزال يعاني –
وبمعرفة الجميع من جهات وافراد- من ظاهرة تشرذم الجهود السينمائية, تلك الظاهرة
التي تحدثت عنها في بدايات هذه الزاوية وما زلت من أشد الممتعضين منها. حينما يقرأ
ويتعرف صانع الفيلم الشاب على جهود غيره من الشباب لابد أن هذا سيحرك فيه مكامن
روح المنافسة للتجويد والتطوير وربما محاولة التعرف على تجارب هؤلاء الشباب ومن ثم
الدخول معهم في أعمال مشتركة في المستقبل. ثانيا ,هنالك العشرات من الأفلام
العُمانية القصيرة من فئة الشباب و التي انتجت على مدار السنوات الماضية خصوصا مع
ثورة أدوات صنع الأفلام من كاميرات وبرامج مونتاج وأجهزة صوتيات...الخ. هذه
العشرات من الأفلام حضي الكثير منها بفرصة الظهور اقليميا كما كرم العديد منها وعالميا افلا تكفي أن تُضمن في موسوعة للحديث عنها
والوقف عليها ؟ ثالثا , وفي ظل ندرة الكتب العُمانية التي تتناول الفن السينمائي
وحاجتنا الماسة كقراء ومثقفين ومشتغلين في الفن السابع لتواجد أدب سينمائي عماني
مقروء يتحدث عن السينما في عمان وخصوصية السينما في عمان أوليس من الجميل أن نعطي
الاهتمام المثمر لهذا الجانب ونسهم في مد السوق المعرفي العماني بكتب سينمائية كما
نفعل في الشعر والمسرح والقصة وغيرها من صنوف الفن والأدب ؟
من خلال هذه الزاوية المتواضعة أوجه نداءا محبا لأخواني الشباب العماني
صناع الافلام الى التكاتف والمساهمة في قيام هذه الموسوعة. دعونا نتعلم من بعضنا ,
دعونا نري إنجازاتنا لبعضنا ولغيرنا. دعونا نفتخر بدور الشباب العماني في قيام
نهضة سينمائية في عمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا