رؤية سينمائية
هيثم سليمان
سيناريست سينمائي وتلفزيوني
بت اسمع مؤخرا الكثير من وجهات النظر التي
يدلي بها الكتاب والمخرجين السينمائيين عن الهدف من وجود السينما لدى الجنس
البشري.هل هي يفترض للسينما أن تقدم رسالة ما أم هي فن بحت يُصنع لكي يعرض جمالية
ما ؟
والسينما كفن سابع , لم تكن بعيدة عن هذا
التحول الجذري والمهم فلقد صُنعت الكثير من الأفلام السينمائية التي كانت بطريقة
أو بأخرى تهدف الى تقديم رسالة ما أو حل لقضايا انسانية شائكة.ألا يوجد في مصطلح
السينما اليوم مايعرف بالسينما المستقلة أو السينما الانسانية ؟ هذه السينما –
وهذا سؤال أطرحه للمعارضين لفكرة أن تكون السينما فن رسالة وأغلبهم من مفضلي
السينما الانسانية على فكرة- ماذا قدمت في طياتها ؟ ألم تكرس نفسها لتسليط الضوء
على قضايا انسانية تلمس الهم الانساني ؟ ألم تتطرق وبشكل عميق جدا الى مخاوفنا ,
مشاكلنا في بيوتنا, قضايانا مع الأخر وفجرت روح التعبير لدينا ؟ اذن هي سينما
رسالة أو سينما قضية.ما العيب أن نقول أننا نقدم رسائل مجتمعية الى الجنس البشري
من خلال السينما ؟ ألم تقدم بقية الفنون هذه الرسالة ؟ لماذا تشذ السينما عن
القاعدة اذن طالما أنها فن وُلد من الانسان ليقدم الى الانسان !
لست هنا لأقف في صف الفريق الذي يؤمن بأن
السينما رسالة ولا في صف من يؤمن بأن السينما هي جمالية عرض ولكن جئت لأقول أنه
لايمكننا أن نأتي لنتفلسف وبكل بساطة ونتشدق بعبارات فنية عميقة لنقول أن السينما
وجدت كفن من أجل الفن ولاينبغي عليها أن تقدم رسالة أو وعظا ما للمجتمع البشري
فالتأريخ والوقائع أثبتت طوال السينين الماضية من عمر السينما أنها تساهم وبشكل
كبير في خلق مثل هذه الرسائل وغرس مباديء أو تغييرات سلوكية ونفسية في نفوس
المشاهدين بالتالي هنالك رسالة تقدمها السينما أليس كذلك ؟ والا ماكان الاعلام
بعظمة جلاله وتشعبه أحد الأسلحة القوية في التأثير على الشعوب في العصر الحديث.أنا
ارى وأنت ترى وهو يرى ,نشاهد لنتأثر ونفكر ونحاول التطبيق ان كانت ثمة حيز يسمح
لنا للتطبيق.لسنا اصناما لنذهب الى قاعاة العرض السينمائية وننبهر بما تقدمه
السينما ثم نخرج من ذات القاعة مثلما دخلنا.
أجل , السينما فن راقٍ يقدم جمالية عرض
وامتاع واثارة للحواس لكنه ايضا فن رسالة يطرح الكثير من التساؤلات التي تمس
حياتنا كبشر على هذا الكوكب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا