جريدة الرؤية
عمود رؤية سينمائية
هيثم سليمان: سيناريست سينمائي وتلفزيوني
تطور الحدث في السيناريو السينمائي
كلنا نتفق على أن السيناريو السينمائي هو نص أدبي
قصصي يحتوي أغلب عناصر القصة الرئيسة من موضوع وفكرة وحدث وحبكة و شخصيات وزمان
ومكان وصراع وعقدة وحل.حيث تأتي الاحداث بشكل متناسق متحد يبدأ معه النص بادخال القاريء
في جو القصة ثم يتوسط في عرض الموضوع أو
الفكرة ثم يتجه الى النهاية سواءا كانت مفتوحة أو مقننة مغلقة.وعندما نتحدث عن
التركيبة التشكيلية المنظمة لهذا النص
السينمائي فمن البدهي أن نتطرق الى عنصر
" المشهد" في هذا النص والذي هو بمثابة الخلية التي تحتوي التحرك القصصي ويعتبر الخط الذي تسير
عليه منظومة السيناريو بعينه.واذا كنا نتحدث عن المشهد داخل السيناريو السينمائي
اذن نحن بطبيعة الحال نتحدث عن الحدث.فالمشهد داخل النص السيناريو السينمائي هو
حدث أو مجموعة الأحداث التي تجري ضمن القصة والتي ستصور فيما بعد لتراها عين
المشاهد.قد يكون الحدث قصيرا أو طويلا, يحتوي شخصيات بشرية أو غير بشرية, محدد
بمكان ما وبزمان ما ,مفرح أو مبكي, رمزي أو مسطح سريعأ و بطيء.وكل هذا يعتمد على
القصة والفكرة والتي تراد منها القصة والدلالات التي يقدمها هذا الحدث.
وسأتوغل أكثر داخل الحدث لأصل الى مربط الفرس الا وهو الدلالات.غالبا
عندما نشاهد الفيلم الفلاني بعين متمحصة متابعة وبفكر مندمج مع أحدث هذا الفيلم
فاننا نتسائل,مالذي قدمه هذا الحدث أو مجموعة الأحداث للفيلم؟ هل خدم الفيلم
بتقديم شيء جديد يدفع بالقصة قدما الى الامام؟ هل أضاف حالة شعورية ما يود الكاتب
أن يوصلها الى المتلقي؟ هل ساهم في تشكيل منظم لسير الأحداث التي حدثت قبله ؟ ماهي
الدلالة أو الدلالات التي قدمها هذا الحدث وهل ساعد المتلقي على حل اشكالية أو
غموض داخل الفلم لم تكن واضحة من قبل؟ هل قدم للمتلقي دلالة حسية أم مكانية أم
اتساقية تتماشى مع قصة الفلم والفكرة المبتغاه ؟كل هذه الأسئلة ينبغي أن يجيب
عليها كاتب السيناريو حينما يؤلف مشهدا يتضمن حدثا أو أحداثا ما.اذ لايعقل أن يأتي
بمشهد يحتوي حدثا لا يقدم ولا يؤخر في مسار القصة فيعتبر هامشا لا داعي له وربما
يفهمه المتلقي خطئا أو يرهق عقله في تفسيره دون طائلة.
من هنا تبرز حاجة الكاتب الى تطوير الأحداث داخل
مشاهد نصه السينمائي.وهذا التطوير أما يكون زمانيا متعلق بزمن الحدث أو مكانيا
متعلقا بتوجه مكاني مغاير عن المكان الذي حدث فيه الحدث الذي يسبقه واما دراميا
بحيث يضيف بعدا أو تسلسلا واضحا لسير القصة نحو النهاية واما حواريا يسهل على
الملتقي التقاط الحوار فيه ليفهم أنه قدم شيئا جديدا لم يقرأه أو يسمعه من قبل في
ماسبق من المشاهد.تطوير الحدث عنصر مهم بل يكاد هو المحفز الذي يجعل المتابع لهذا
العمل يتفاعل معه ويتواءم وينسجم.اذن هو ليس بالعملية السهلة أو العشوائية الانتقائية
التي تأتي لترقيع النص أو حشو العمل بمشاهد تتضمن أحداثا لا داعي لها مثلما نشاهد
في أغلب المسلسلات التلفزيونية حيث تتخذ عملية مط المشاهد عنصرا مسخرا لملأ العمل
الدرامي وترقيعه في بعض الاحيان.
ختاما, والمجال يضيق للاسترسال, تطوير الكاتب
لأحداث قصته داخل مشاهد السيناريو
السينمائي له كبير الأثر على تبيان تنوع ذائقته وتحكمه في الفكرة التي يريد
ايصالها الى المتلقي والأخير بدوره يبحث عما يشد حواسه في كل مشهد من مشاهد العمل
المقدم ويبقيه على مقعده حتى نهاية هذا العمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا