رؤية سينمائية
هيثم سليمان:سيناريست سينمائي وتلفزيوني
السيناريو هو نواة الصناعة السينمائية في
العالم.واذا كان الانتاج هو المحرك الرئيسي لقيام مشروع فيلم سينمائي فأن
السيناريو هو حجر الاساس لذلك المشروع والا لما قامت المعاهد والاكاديميات والورش
المختلفة واصدرت العشرات من الكتب التي تعلم الطريقة الاحترافية لكتابة السيناريو
السينمائي في مختلف بقاع المعمورة.ان السيناريو السينمائي هو الوجبة التي يسيل لها
لعاب المنتجين وشركات الانتاج المختلفة ويدفعها قدما لتبنيه وتحويله الى عمل بصري
سمعي يقدم الى الجمهور المتلقي.ولأن كتابة السيناريو ليست بالمهمة السهلة مثلما
يعتقد الكثيرون, كان لابد أن يقف على أداء هذه المهمة كيان ملهم ومبدع له من
القدرات المناسبة والكافية التي تخوله للنجاح في هذه المهمة الأدبية الرائعة.هذا
الكيان هو كاتب السيناريو بعينه.ولكي يستطيع هذا الكاتب في ايصال قصته وفكرته الى المنتجين
و صانعي الأفلام أولا ومن ثم المشاهدين في أخر التسلسل الطبيعي لصناعة الفيلم
,توجب عليه أن يتعلم الكثير والكثير ويخوض غمار التجارب المختلفة في فن كتابة السيناريوهات
السينمائية سواءا تلك المكتوبة لأفلام
روائية قصيرة أو الطويلة.اذن الكاتب هو نفسه قالب مطاطي قابل للتشكيل, الامتداد
والتقلص, التوجه يمنة أو يسرة طالما أنه يخوض غمار هذه التجارب ويحتك بالخبرات
المختلفة اينما ووقتما وجدت.لكي لايفقد كاتب السيناريو بريقه الابداعي وقدراته في
حرفنة ماتكتبه يداه ينبغي له أن يكون طاقة متجددة تشع الكثير والكثير في كل مرة
تعطي من ألقها لمن حولها.وخلال هذا المقال سألخص على عجالة ثلاثة نقاط مهمة تساعد
كاتب السيناريو في البقاء ضمن روح التجديد والابداع الأدبي في تأليفه وأعماله.
أولا: القراءة.اثبتت هذه الايقونة الخالدة قدرتها
المستمرة على تغذية العقول البشرية منذ بدء الانسان تعلم القراءة والكتابة.القراءة
تفتح معالم وافاق كثيرة وتضيف وبشكل عميق مخزونا كبيرا من المعرفة الى خلايا
عقولنا.لذلك وجب على كاتب السيناريو المداومة على القراءة في شتى المعارف والعلوم
أدبية كانت أم علمية حيث تتيح له هذه الميزة التعرف على أنماط الكتابة المختلفة
وسبر أعماق الشخوص وتتبع الخط القصصي حين قراءته للروايات مثلا كما تتيح له الكتب
العلمية اكتساب المعرفة اللازمة التي قد تستدعيها الحاجة اثناء كتابته لأحد نصوصه
مستقبلا
ثانيا: الأنترنت.يعد هذا البحر العملاق من أغزر
المصادر التي يمكن ان تساهم وبشكل مذهل في بلورة تجديد بل وتكوين منهج احترافي لدى
كاتب السيناريو.لم يعد مفهوم التعلم واكتساب المهارات مشروطا بوجود فصل دراسي
وطاولة وكرسي ومعلم على الصبورة يلقنك المعلومة كما بدأ الحال في سابق الزمن.في
عصر الثورة التقنية المعرفية اصبحت هنالك محاضرات تبث على اليوتيوب وكتبا
الكترونية بل وقوالب صياغة سيناريوهات سينمائية في كبريات المواقع المختصة يمكن ان يصل اليها الكاتب بعدة نقرات على العم
جوجل أكبر محركات البحث في العالم.يمكن أن يُعلم الكاتب نفسه ذاتيا ويستقي المفيد
والموثوق من المعلومات ومع وجود أغلب هذه المعلومات والكتب باللغة الانجليزية ولشح
مصادر المعرفة السينمائية المصنعة باللغة العربية
فأنني أحبذ كثيرا أن يكون الكاتب ملما باللغة القومية للعالم الحديث حيث
أنها وبلا شك تفتح له مداخل واسعة للتعلم
ثالثا: الاحتكاك بالخبرات المختلفة.ينبغي على كاتب
السيناريو أن يسعى للمشاركة في مختلف الملتقيات والمهرجانات والورش السينمائية وان
يشاهد الكثير من الأفلام.حيث تؤم هذه الأخيرة العديد من الخبرات والتجارب التي
لاشك انها ستسهم كثيرا في اضفاء وربما تشكيل المنهج الاحترافي لكاتب
السيناريو.العصف الذهني وتبادل الافكار والنقاشات السينمائية المختلفة تدفع الكاتب
الى التفكير كثيرا فيما يكتب بالتالي اكتشاف عناصر وجوانب لم يكن منتبها اليها
سابقا.
وختاما, التجديد والتطوير ضرورتان ملحتان اشبه بالماء والهواء لاي كاتب
سيناريو وبدونهما لن يستطيع الاستمرار في سباق الكتابة السسينمائية الذي لن ابالغ
ان قلت انه سباقٌ عالمي محموم يتسع في كل يوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا