منذ بزوغ فجر العلم والأنسان ينهل من مختلف مناهل
المعرفة قديمها وحديثها.عانى الكثير للحصول على تلك السيدة الخالدة المسماة
بالمعرفة.لايختلف اثنان ان تطبيقا بلا معرفة لن تكون محصلته الا خرابا أو تعسفا
كما أن معرفة بلا تطبيق تبقى مجرد افتراضات عرضة أن يتغالها الزمن بمرور الوقت
خصوصا بموتها أو بالأحرى موت العقول التي تحملها.من هذا المنطلق جاءت القراءة
بمثابة الوعاء الذي يحتوي عصارة فكر كاتب السيناريو سواءا مسرحيا أو تلفزيونيا أو
سينمائيا .من البسيط بمحل تعلم قواعد
كتابة السيناريو بالممارسة المستمرة لكن من الصعب جدا احتراف كتابته اذا مابقي
الكاتب مجرد ممارس متكرر لكتاباته. يؤكد النقاد السينمائيون وفطاحل الكتاب على
قدرتهم المرنة والمتأنية على تمييز تلك النصوص التي كتبت بناءا على معرفة واطلاع
وثقافة من تلك التي كتبت بناءا على ممارسة تمتزج بمعرفة سطحية تكاد تصل الى القدر
المقنع لاقناعهم بقبول النص وتفرده.فالنص المثقل بزخم معرفي يحبك القصة الدائرة
فيه حبكا محكما بعيدا عن الترهل والاسفاف
والسقوط في عجالة الكتابة والمتبع لقالب الكتابة المتعارف عليه يصبح عرضة لرضى
النقاد واعجابهم به لأنهم يدركون جيدا ان الكاتب قد تعب واجتهد في كتابة نصه
ابتداءا باتباعه للقالب العالمي في الكتابة الى معرفته المطلعة على مكامن وبواطن
قصته التي كتبها الى حرصه على البناء الجيد للنص خطوة بخطوة مشهدا بمشهد لقطة
بلقطة. وعندما نأتي الى اصداراتنا العربية من الكتب التي تعني بالسيناريو وكتابته
وحرفتنه سنجد أنها ليست بذلك الزخم الكبير الذي يمكن أن نصفه بالنتاج الضخم
والكافي لتزويد طلاب الكتابة لكنه أولا وأخيرا يحتسب كبوادر عملاقة ومجهودات مضنية
لاصحابها تستحق الاشادة والوقوف عليها قراءة
وتمحيصا وفهما وتطبيقا ايضا.أما الاصدارات الغربية في هذا المجال فحدث ولا حرج,
بالمئات من الاعدادا وفي مختلف أنواع نصوص السيناريو بل وما تزال تضخ السوق
الأدبية الفنية بالعديد من المؤلفات سنويا.ربما كان السبب هو ذلك العنصر المسلم به
في اختلاف قوة الصناعة لدينا ولديهم الا وهو تقدمهم في هذا المجال وكثرة انتاجاتهم
السينمائية والتلفزيونية وميزة حرفيتها ايضا لدرجة أن صارت هنالك كليات واكاديميات
متخصصة تعنى بتعليم كتابة السيناريو بل
ونشر المئات من الاصدارات المعنية بالموضوع وبعدة لغات. ولا يقف الحد لديهم الى
هذا الحد فقط بل انتقلت هذه الاصدارات اضافة الى دروس ومحاضرات وورش تعنى
بالسيناريو الى فضاء الانترنت المفتوح .شخصيا وبمجرد اشتراكي في احد المواقع
الغربية المتخصصة في كتابة السيناريو باللغة الانجليزية, اصبحت أتلقى يوميا على
بريدي الالكتروني العديد من الرسائل التي تحوي ملخصات صوتية وبصرية وكتابية عن فن
كتابة السيناريو ينتجها اساتذة في هذا المجال .وفي كل رسالة أحس بالتعطش والنهم
للحصول على معرفة أكثر فأكثر مع العلم أن عددا من هذه المواقع مجاني ومتاح لجميع
المتحدثين والقارئين باللغة الانجليزية.وطالما أن القراءة هي المصدر المهم والمعين
الذي لاينضب لتقوية أداء واحترافية كاتب السيناريو توجب حسب رائي ان ينوع الكاتب
من قدراته اللغوية.وأعني بذلك ان يجيد التحدث والقراءة والكتابة بأكبر عدد ممكن من
اللغات واسهلها اللغة الانجليزية, اللغة القومية للمعمورة والتي يتواصل بها الطلاب
والاساتذة والموهوبون والمحترفون وغيرهم.اذن ومع وجود كم كبير من الاصدارات
المتعلقة بكتابة السيناريو والسينما بشكل عام باللغة الانجليزية يصبح تعلم هذه
اللغة مطلبا ملحا للكاتب ليضيف المخزون المعرفي الكافي الى جعبته المعرفية ليبقى
متجددا ويصل الى الاحترافية في كتاباته.كما أن اختيار الكتب التعليمية ذات القيمة
الاحترافية المعتمدة المبنية على تجارب عامل مهم في عدم تشتت الكاتب بين الاسالب
والانماط المتبعة في الكتابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا