أفلام عمانية تقترب من واقع الإنسان وتقاطع أحداث حياته اليومية
عرضت بمقر الجمعية العمانية للسينما
كتب ـ خالد بن خليفة السيابي:
عرضت أمس الأول بالجمعية العمانية للسينما بمقرها بمرتفعات المطار ستة أفلام قصيرة، لعدد من السينمائيين العمانيين الشباب، الذين شاركوا في مسابقة إبداعات شبابية التي أقامتها وزارة الشؤون الرياضية مؤخرا.تأتي عروض هذه الأفلام ضمن الخطة الفنية للجمعية لشهر أغسطس الجاري المتمثلة في استقطاب الشباب في مجال السينما، وتراوحت مدة الأفلام التي تم عرضها بين الـ 4 إلى الـ 7 دقائق.
في بداية الأمسية تم عرض الأفلام السينمائية المتمثلة في فيلم (202) للمخرج ناصر الخميساني، وفيلم (البصر) للمخرج إبراهيم الاغبري، وفيلم (خلية) للمخرج أحمد الحبسي، وفيلم (كذا تعلمت) للمخرجين خالد الراسبي وعبدالله الراسبي ، وفيلم
(شكرا أبي ) للمخرج طلال البراكة ، وفيلم ( حقهم ) للمخرج محمد البلوشي ثم فتح باب النقاش مع المخرج خالد الكلباني للحديث عن تفاصيلها واحداثها وتناول الجوانب الفنية، إضافة إلى المادة العلمية والأفكار التي ناقشتها والرسائل التي جاءت بها.
شهد النقاش تفاعل الحضور مع طرح مجموعة من الأسئلة للمخرج الكلباني وللمخرجين الشباب أصحاب الأفلام المعروضة.
دار النقاش حول المشاهدات النهائية المتمثلة في أن الأفلام الروائية القصيرة قدمت تفاصيل فنية مختلفة على المستوى الفكري والتقني، وذلك من مختلف النواحي، كعنصري التعاطي والفرجة السينمائية مع وجود فوروقات بين الفيلم والآخر من حيث تقديم البحث في المحتوى عن أفكار غير مطروحة يكسر بها المألوف، والابتعاد عن الطابع التعليمي أو التوجيهي والذي يصور عن طريق نظرية التلقين أو الملعقة، كما تم التطرق لأساسيات مفردات العمل السينمائي والتقنيات المطلوب توافرها بالإضافة لأهمية الصراع الدرامي وكذلك تكثيف الأحداث المطلوب في الأفلام القصيرة، وتصاعد الأحداث والوصول بعد ذلك لنقطة التفجير، بالإضافة إلى ذلك فقد تم التعرج للصورة والتي هي أبلغ في توصيل الأفكار فالسينما هي لغة صورة قبل كل شيء ولربما لقطة واحدة قد توصل للمشاهد الفكرة المطروحة ولا حاجة بعد ذلك للإطالة. وعلى مستوى الفردي للأعمال التي تم تقديمها في هذه السهرة السينمائية.
فيلم (202 ) تميّز هذا العمل في بداياته التي تشد المشاهد والأداء التمثيلي الجيد وبالإضافة للقضية المطروحة والتي تمثلت في الفساد الخلقي والتفكك الأسري في حين إفتقد للتصوير الجمالي واعتمد على الزوايا المحصورة التي أدت إلى فقدان عنصر الفرجة الجمالية في اللقطات.
فيلم (البصر) تطرق في فكرته للمتابعة والأدوار الأسرية للمحافظة على الأبناء فقد عابه انكشاف الفكرة منذ اللقطة الأولى وتم نقاش أثر ذلك على المشاهد. وأما فيلم (خليه) فقد تبين منذ الوهلة الأولى وجود كادر فني حقيقي خلف هذا العمل وذلك من حيث الانتقال السلس للأحداث، التي تناولت فكرته الرئيسة لموضوع الفساد المجتمعي وتأثيره على جميع مفردات الوطن والذي تم تصويره على أنه عبارة عن خلية متجانسة، كما أنه امتاز باستخدام المخرج للقطات التصوير السينمائية الطويلة، ولم يعيبه سوى التكرار الزائد في طرح الأفكار وعدم الثقة بأن الفكرة قد وصلت للمتابع منذ البدايات.
فيلم (كذا تعلمت) جاء متفرداً من حيث الطرح وذلك من خلال استخدام اللغة التجريبية في تقديم مجموعة من الأفكار الرئيسية والفرعية في قالب واحد مبتعداً بذلك هذا الفيلم عن الطرح الدرامي المتعارف عليه، بحيث يُشاهد عملا يميل في محتواه للشكل السيريالي، ولم يتوفق مخرجين الفيلم تكثيف الحدث وذلك بوجود لقطات كثيرة زائدة عن الحاجة وبالإضافة لعدم الالتفات لجماليات تكوين اللقطة،
فيلم (شكراً أبي) فقد كان يمتاز بتحقيق عنصر الفرجة عن طريق الاختيار الجيد لمواقع التصوير ووجود تنوع لوني في اللقطات وجزئيات المواقع، وأبرز ما يحسب على العمل هو المباشرة في الطرح بحيث انكشفت الفكرة العامة منذ معرفة المشاهد لعنوان الفيلم وبذلك يكون كل ما تم طرحه فيما بعد معروف ومتوقع، أما فيلم (حقهم)فقد تطرقت فكرته الرئيسية لأطفال التوحد وجاء العمل مطالباً لاشراكهم مع الأسرة وعدم عزلهم وذلك عن طريق الطفلة التي كانت تطالب من أمها إشراك أخيها في الرحلات خارج المنزل، وكانت الإطالة في التأكيد على الأفكار هو أهم ما أعاب العمل.
وحول هذه الأفلام قالت المنتجة السينمائية العراقية زينب الحريري: توجد هناك مجموعة من الملاحظات منها ناحية السرد، حكاية القصة، صعود ونزول القصة، الشد لجذب المشاهد، التكرار في اللقطات، كثرة الحوار الداخلي ولو تطرقنا إلى فيلم
(202) بداية ونهاية جميلة، ابتداء بلقطة وذهبنا الى عينه ودخلنا في عينه لسرد القصة، لقطات محسوبة
وسبب وجودها، كان بمقدور المخرج تقليص عدد المشاهد وأضافت : هذا الفيلم نستطيع أن نرى مقدمة،نصفه، ونهاية الفيلم “المراحل الثلاثة الأساسية في صناعة الفيلم،وأيضا كل شحصية في هذا الفيلم يمثل شريحة في المجتمع، سواء كان الزوج
وخيانته للزوجة والعكس وأصدقاء السوء. أما فيلم “شكرا أبي” قالت عنه زينب الحريري هي قصة جميلة تعالج مشكلة موجودة بكثرة في مجتمعنا،وكان أن تكون المشاهد مؤثرة وواضحة أكثر بدون الحوار الداخلي،ولو اكتفى مخرج العمل باللقطات كان أجود، لان الحوار ما أضاف أي شي فني. أما باقي الأفلام يوجد بها مجموعة من الملاحظات الجميلة ويوجد أيضا بها بعض النقص.
وفي نفس الإطار قال المخرج السينمائي هيثم سليمان: بذور تنمو في التجريبي واخرى تحترف في جمالية التقانة، الافلام المعروضة تعكس وعي الشباب بأهمية التقنية والفكرة في صناعة الافلام حيث جاءت الافلام الستة التي تم عرضها كإثبات واضح على الحراك السينمائي الجيد والطموح ذلك الذي يعمل عليه شباب عمان وفي مختلف محافظات السلطنة حيث ان مستوى التقنية المستخدمة في اغلب الافلام واكبت مانراه من تطور في الساحة عربيا والدولية لا سيما في المؤثرات الخاصة والتصوير. وأضاف: لاحظت وجود بذور نشأة مخرجي افلام تجريبية مثلما حدث في فيلم المخرج عبدالله الراسبي “هكذا تعلمت” فلقد حاول المخرج ان يوظف تشعب الفكرة في ايصال ملامح من وقائع حياتية بطريقة شعورية سريالية تقارب الافلام التجريبية . أما عن نواحي الضعف فلقد كان هنالك إجماع ان التطرق الى الموضوعات المستهلكة وتلقين المشاهد الفكرة وبشكل وعظي وتفاوت قدرات التمثيل ورسم الشخصيات كانت هي النواحي الأكثر وضوحا كنواقص تحد من كمالية الأفلام المعروضة .
كتب ـ خالد بن خليفة السيابي:
عرضت أمس الأول بالجمعية العمانية للسينما بمقرها بمرتفعات المطار ستة أفلام قصيرة، لعدد من السينمائيين العمانيين الشباب، الذين شاركوا في مسابقة إبداعات شبابية التي أقامتها وزارة الشؤون الرياضية مؤخرا.تأتي عروض هذه الأفلام ضمن الخطة الفنية للجمعية لشهر أغسطس الجاري المتمثلة في استقطاب الشباب في مجال السينما، وتراوحت مدة الأفلام التي تم عرضها بين الـ 4 إلى الـ 7 دقائق.
في بداية الأمسية تم عرض الأفلام السينمائية المتمثلة في فيلم (202) للمخرج ناصر الخميساني، وفيلم (البصر) للمخرج إبراهيم الاغبري، وفيلم (خلية) للمخرج أحمد الحبسي، وفيلم (كذا تعلمت) للمخرجين خالد الراسبي وعبدالله الراسبي ، وفيلم
(شكرا أبي ) للمخرج طلال البراكة ، وفيلم ( حقهم ) للمخرج محمد البلوشي ثم فتح باب النقاش مع المخرج خالد الكلباني للحديث عن تفاصيلها واحداثها وتناول الجوانب الفنية، إضافة إلى المادة العلمية والأفكار التي ناقشتها والرسائل التي جاءت بها.
شهد النقاش تفاعل الحضور مع طرح مجموعة من الأسئلة للمخرج الكلباني وللمخرجين الشباب أصحاب الأفلام المعروضة.
دار النقاش حول المشاهدات النهائية المتمثلة في أن الأفلام الروائية القصيرة قدمت تفاصيل فنية مختلفة على المستوى الفكري والتقني، وذلك من مختلف النواحي، كعنصري التعاطي والفرجة السينمائية مع وجود فوروقات بين الفيلم والآخر من حيث تقديم البحث في المحتوى عن أفكار غير مطروحة يكسر بها المألوف، والابتعاد عن الطابع التعليمي أو التوجيهي والذي يصور عن طريق نظرية التلقين أو الملعقة، كما تم التطرق لأساسيات مفردات العمل السينمائي والتقنيات المطلوب توافرها بالإضافة لأهمية الصراع الدرامي وكذلك تكثيف الأحداث المطلوب في الأفلام القصيرة، وتصاعد الأحداث والوصول بعد ذلك لنقطة التفجير، بالإضافة إلى ذلك فقد تم التعرج للصورة والتي هي أبلغ في توصيل الأفكار فالسينما هي لغة صورة قبل كل شيء ولربما لقطة واحدة قد توصل للمشاهد الفكرة المطروحة ولا حاجة بعد ذلك للإطالة. وعلى مستوى الفردي للأعمال التي تم تقديمها في هذه السهرة السينمائية.
فيلم (202 ) تميّز هذا العمل في بداياته التي تشد المشاهد والأداء التمثيلي الجيد وبالإضافة للقضية المطروحة والتي تمثلت في الفساد الخلقي والتفكك الأسري في حين إفتقد للتصوير الجمالي واعتمد على الزوايا المحصورة التي أدت إلى فقدان عنصر الفرجة الجمالية في اللقطات.
فيلم (البصر) تطرق في فكرته للمتابعة والأدوار الأسرية للمحافظة على الأبناء فقد عابه انكشاف الفكرة منذ اللقطة الأولى وتم نقاش أثر ذلك على المشاهد. وأما فيلم (خليه) فقد تبين منذ الوهلة الأولى وجود كادر فني حقيقي خلف هذا العمل وذلك من حيث الانتقال السلس للأحداث، التي تناولت فكرته الرئيسة لموضوع الفساد المجتمعي وتأثيره على جميع مفردات الوطن والذي تم تصويره على أنه عبارة عن خلية متجانسة، كما أنه امتاز باستخدام المخرج للقطات التصوير السينمائية الطويلة، ولم يعيبه سوى التكرار الزائد في طرح الأفكار وعدم الثقة بأن الفكرة قد وصلت للمتابع منذ البدايات.
فيلم (كذا تعلمت) جاء متفرداً من حيث الطرح وذلك من خلال استخدام اللغة التجريبية في تقديم مجموعة من الأفكار الرئيسية والفرعية في قالب واحد مبتعداً بذلك هذا الفيلم عن الطرح الدرامي المتعارف عليه، بحيث يُشاهد عملا يميل في محتواه للشكل السيريالي، ولم يتوفق مخرجين الفيلم تكثيف الحدث وذلك بوجود لقطات كثيرة زائدة عن الحاجة وبالإضافة لعدم الالتفات لجماليات تكوين اللقطة،
فيلم (شكراً أبي) فقد كان يمتاز بتحقيق عنصر الفرجة عن طريق الاختيار الجيد لمواقع التصوير ووجود تنوع لوني في اللقطات وجزئيات المواقع، وأبرز ما يحسب على العمل هو المباشرة في الطرح بحيث انكشفت الفكرة العامة منذ معرفة المشاهد لعنوان الفيلم وبذلك يكون كل ما تم طرحه فيما بعد معروف ومتوقع، أما فيلم (حقهم)فقد تطرقت فكرته الرئيسية لأطفال التوحد وجاء العمل مطالباً لاشراكهم مع الأسرة وعدم عزلهم وذلك عن طريق الطفلة التي كانت تطالب من أمها إشراك أخيها في الرحلات خارج المنزل، وكانت الإطالة في التأكيد على الأفكار هو أهم ما أعاب العمل.
وحول هذه الأفلام قالت المنتجة السينمائية العراقية زينب الحريري: توجد هناك مجموعة من الملاحظات منها ناحية السرد، حكاية القصة، صعود ونزول القصة، الشد لجذب المشاهد، التكرار في اللقطات، كثرة الحوار الداخلي ولو تطرقنا إلى فيلم
(202) بداية ونهاية جميلة، ابتداء بلقطة وذهبنا الى عينه ودخلنا في عينه لسرد القصة، لقطات محسوبة
وسبب وجودها، كان بمقدور المخرج تقليص عدد المشاهد وأضافت : هذا الفيلم نستطيع أن نرى مقدمة،نصفه، ونهاية الفيلم “المراحل الثلاثة الأساسية في صناعة الفيلم،وأيضا كل شحصية في هذا الفيلم يمثل شريحة في المجتمع، سواء كان الزوج
وخيانته للزوجة والعكس وأصدقاء السوء. أما فيلم “شكرا أبي” قالت عنه زينب الحريري هي قصة جميلة تعالج مشكلة موجودة بكثرة في مجتمعنا،وكان أن تكون المشاهد مؤثرة وواضحة أكثر بدون الحوار الداخلي،ولو اكتفى مخرج العمل باللقطات كان أجود، لان الحوار ما أضاف أي شي فني. أما باقي الأفلام يوجد بها مجموعة من الملاحظات الجميلة ويوجد أيضا بها بعض النقص.
وفي نفس الإطار قال المخرج السينمائي هيثم سليمان: بذور تنمو في التجريبي واخرى تحترف في جمالية التقانة، الافلام المعروضة تعكس وعي الشباب بأهمية التقنية والفكرة في صناعة الافلام حيث جاءت الافلام الستة التي تم عرضها كإثبات واضح على الحراك السينمائي الجيد والطموح ذلك الذي يعمل عليه شباب عمان وفي مختلف محافظات السلطنة حيث ان مستوى التقنية المستخدمة في اغلب الافلام واكبت مانراه من تطور في الساحة عربيا والدولية لا سيما في المؤثرات الخاصة والتصوير. وأضاف: لاحظت وجود بذور نشأة مخرجي افلام تجريبية مثلما حدث في فيلم المخرج عبدالله الراسبي “هكذا تعلمت” فلقد حاول المخرج ان يوظف تشعب الفكرة في ايصال ملامح من وقائع حياتية بطريقة شعورية سريالية تقارب الافلام التجريبية . أما عن نواحي الضعف فلقد كان هنالك إجماع ان التطرق الى الموضوعات المستهلكة وتلقين المشاهد الفكرة وبشكل وعظي وتفاوت قدرات التمثيل ورسم الشخصيات كانت هي النواحي الأكثر وضوحا كنواقص تحد من كمالية الأفلام المعروضة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا