طبقات الحوار في السيناريو السينمائي
يُعرف الحوار في السيناريو السينمائي على أنه
الكلام الذي يدور بين شخصيات بالنص سواء كان ذلك الحوار بين شخصيتين مختلفتين أم
حوارا مزدوجا لشخصية واحدة فقط (حوارا ذهنيا) . ويأتي الحوار ليكمل جمالية النص
ككل بل ويوضح مسار الأحداث في كثير من الأحيان.وحينما نتحدث عن الحوار ,نحن
بالتالي نتحدث عن قالب يمكننا أن نسميه "خذ وأعطي " حيث تتبادل الشخصيات
بالنص عبارات منتقاة حسب سير الأحداث وحاجتها للتواجد بالنص مما يعني وجود تفاعل
درامي سلبا كان أم ايجابا أم جامدا بين تلك الشخصيات وهو ما يدفعنا نحو النقطة
الأهم في موضوعنا ألا وهي الطبقات
المختلفة للحوار داخل النص السينمائي.
يمكن أن نصنف طبقات الحوار في السيناريو
السينمائي الى ثلاثة طبقات غالبا ما يصفها أو يسميها نقاد السيناريو أو السينما
بشكل عام . سوف أخصص مقالا مستقلا لكل طبقة من تلك الطبقات الثلاث ونبدأها في
المقال القادم بإذن الله.هذه الطبقات الثلاث هي السطحي والعميق والديناميكي .يمكن
أن يكون الحوار سطحيا أو عميقا أو ديناميكا بين الطبقتين تبعا لعدة عوامل مسببة
ودعوني أطرحها هنا في شكل اسئلة استيعابية . أولها نوعية الفيلم الذي يعكف الكاتب
على كتابته ؟ هل هو فيلم دراما واقعية أم خيال علمي أم اثارة...الخ وثانيها طبيعة توزيع الادوار في النص حسب الشخصيات بقصة
الفيلم كأن تكون الشخصية منطوية قليلة الكلام أو أن تكون على النقيض ثرثارة مرحة
أو أن تكون فلسفية أديبة أو قروية بسيطة أو غير متعلمة مثلا .فطبيعة الشخصية
بالقصة يمكن أن تحدد مسار الحوار الذي ستتبعه ,كميته وطريقته أيضا .أما ثالثها فهي
فنية تتعلق بأداء الكاتب في النص نفسه
مثلا, هل كاتب النص متمكن من أدواته في كتابة السيناريو ؟ هل هنالك معالجة
جيدة للفكرة ؟ هل هنالك قصور في الفكرة أو أنهائها ؟ هل كاتب النص يعطي النص من
روحه مؤمن بأهمية مايكتب ومالذي يريد أن يقدمه للجمهور من وراء النص ؟ وهنالك
عوامل أخرى لايتسع المجال لذكرها بينها المهم وبينها دون ذلك تسهم في تمحور طبقة
الحوار بالنص في مسار غالب سواءا كان هذا المسار سطحيا أم عميقا أم ديناميكا.
وتكمن أهمية معرفة الكاتب لطبقة الحوار التي
يتبعها نصه - سواءا اتبعها عن علم ودراية وبقصد ما أو لاشعوريا لأسباب فنية - في ادراك مكامن الضعف والقوة في الحوار وتساعده
على التنقيح السليم لعدة عناصر داخل النص منها الخطوط الدرامية و الامكانيات التي
رسمها لكل شخصية مسبقا لحظة صنعه لتلك الشخصية في نصه في أول ظهور لها .بل وتذهب
أبعد عن ذلك في مساعدته على ترتيب المشاهد أيضا.
وأختم المقال بالثلاثة شروط الأولى المهمة
لكتابة حوار جيد للسيناريو وسأكمل البقية تباعا في المقالات القادمة بمشيئة الله
.أولا : يجب أن يعبر الحوار عن الشخصية صاحبة الحديث ويحدد من هي. ثانيا :يجب أن
يتميز الحوار بمفردات منتقاة بعناية وتكون مختصة بالشخصية الفلانية متصلة
بالسيناريو ككل. ثالثا : يجب أن يعكس الحوار الجو العام والخاص للشخصية بمعنى
نواحيها السلوكية الظاهرة بشكل عام وانفعالاتها الداخلية بشكل خاص بما يتناسب ووصف
الشخصية وسير الأحداث كما رسمه الكاتب. لنا لقاء مع تتمة للحديث لأتحدث فيه عن
الحوار السطحي كأولى الطبقات في حوا رالسيناريو السينمائي.ماهو وما هي سلبياته
وغيرها من النقاط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتحمل مسؤلية ما اضعه هنا