زيانة .. الفيلم الذي لم يحمل إسمه, المخرج الذي لم يجلس على كرسيه.
أكره كثيرا الدخول في مقدمات لابد منها ولكن ينبغي ذلك ربما لكي لا يذهب هذا الانطباع ( يمكنكم أن تسموه تحليلا) في دوامة التأويلات التي يتقاذفها هذا وذاك في مختلف الأمكنة والمنصات الالكترونية المختلفة لا سيما وأن هذا الانطباع في طريقه ليكون في مدونتي الالكترونية السينمائية قبل أن يجف حبر كلماته.. لنفعلها معا.. على الأقل تبرئة للذمة... على الأقل.
بعد سلسلة من التكهنات بموعد عرض فيلم زيانة أول انتاج سينمائي مشترك بين الهند وسلطنة عمان من اخراج الدكتور خالد الزدجالي لا سيما بعد تساؤلات كثيرة عن امكانية الانتهاء من تصويره نضيف الى ذلك سحابة الحيرة التي تاخمت ترقب سبقه يتعلق بفيلم " الحارة" الذي اختفى ضبابيا من الجو بسبب مشاكل في أموره أنتاجية بين الطرفين العماني والهندي .نفس الفيلم الذي تم التصريح عبر الصحف انه أول انتاج سينمائي مشترك بين الهند وسلطنة عمان كذلك تضاف الى سلسلة التكهنات ما اذا كان فيلم زيانة سيشكل فارقة في مسيرة مخرج الفيلم بعدما شاهدنا له فيلمه الأول البوم(2006) وبتواجد المخضرم محمد كامل القيلوبي كمستشار فني للفيلم( والذي أكاد أجزم أنه ساهم في خروج الفيلم بتلك الطريقة الرائعة وليس وجود المخرج وحده) وشخوص فنية أخرى ساعدت في خروج الفيلم الى النور, ذاك الفيلم الذي احتوى وجود المشتغلين الهنود فنيا في مسيرة عمل المخرج مرورا بفيلمه الثاني أصيل (2012) والذي تم تصويره بين محافظتي مسقط والشرقية. وبعد كل هذه التكهنات حسم الأمر وتم عرض الفيلم فعلا. توجهت الى صالة عرض هادئة بعيدا عن الضجة التي واكبت العرض الافتتاحي للفيلم ولم يكن بصالة العرض سوى ثلاثة من الأجانب الهنود واثنين من العمانيين الشباب في وضع صحي وليد ينبغي أن يستمر ويكبر تكوينا لدعمنا جميعا للاشتغال السينمائي في عُمان , اشتري تذكرة واذهب لحضور فيلم عماني ( ليش لا يا أخي).
في حوالي 90 دقيقة من الزمن يحكي فيلم زيانة قصة عادل زوج زيانة ( وليس زيانة) ورحلته للعثور على زوجته بعد حدوث حادثة اخلاقية للزوجة المذكورة أدت الى اصابتها بتعقيد نفسي أفضى بها للسفر الى الهند للبحث عن علاج في أحد معاهد التأهيل هناك. تلك الرحلة التي واجه فيها عادل الصعوبات وقابل فيها عددا من الشخصيات فور وصوله الى الهند في سبيل تحقيق هدفه لتختتم بالعثور على الزوجة المنكوبة نفسيا.
حسنا هذه هي النظرة العامة للقصة ومنها سأنطلق بدهيا الى أول عنصر من عناصر الفيلم, السيناريو كوني كاتب سيناريو في المقام الأول. يمكن أن نلتمس العذر لكاتب سيناريو حاول اجادة كتابة سيناريو ما ثم قام غيره بإخراج الفيلم, لكنني شخصيا لن ألتمس اي عذر لكاتب سيناريو يشتغل على اخراج نص كتبه بيده. فيلم زيانة جاء نصا مشتركا بين الكاتب فيصل الزدجالي والكاتبة فاطمة السالمي والكاتب الدكتور خالد الزدجالي. نحن نتكلم هنا عن ثلاثة عقول اشتغلت على نص واحد , وأحد هذه العقول يفترض أن يحمل خبرة تراكمية في كتابة السيناريو لا سيما وأنه يقوم بتقديم ورش ونصح لكتاب السيناريو على مستوى السلطنة وأعني هنا الدكتور خالد الزدجالي, لذلك بدهيا , يفترض بنا كذلك أن نتوقع نصا قويا بل ومنافسا كنتاج لهذا الاشتغال والمعرفة, لكن هذا لم يحدث قط. حالما تشاهد فيلم زيانة ستصعق تماما بأول عيوبه وربما أكبرها ألا وهو النص. هنالك أزمة نص واضحة جدا للعيان . اشتملت نقاط الضعف في النص بين الحوارات الركيكة المفتعلة - وان اتخذت الطابع القصير الذي نراه في السينما المستقلة والذي أحبه وافضله شخصيا – والتي جعلت نطقها على ألسن ممثلين وممثلات ليس لهم تمرس في التمثيل السينمائي وما رافقه من تطابق الحوار مع الصوت نكبة وضعفا واضحا. اسوق مع ضعف الحوار ضعفا عاما في تركيبة سير أحداث القصة بالفيلم.
هنالك خلطة سحرية لدى كل كاتب سيناريو يسمى بالبنية او التركيبة العامة لقصة للفيلم, تلك التركيبة التي تجعل من تدفق الأحداث ناعما سلسلا يمضي بمنطقية يصاحبها ايقاع التأثير على المشاهد وشده عبر مراحل القصة وبالإمساك بالخطوط الدرامية بإحكام اثناء سير القصة من مرحلة الى أخرى فيما يعرف بالفصول الثلاثة ( بداية- وسط- نهاية) . حاولت جاهدا وأنا كاتب سيناريو أن أضبط تلك التركيبة في سيناريو فيلم زيانة فلم أجد منفذا واضحا يدلني عليها فأصابني الإحباط. طابع الفيلم المغامرة أو الفيلم الرحلة هو طابع جميل ومثري وينقل المشاهد – ربما القارئ أولا- بين أحداث قصة الفيلم بين تشويق واثارة وفكرة وانسجام شعوري يتم تأسيسيه على أحداث منطقية تلازم القصة نفسها. لم أجد هذا الجمال في سيناريو فيلمنا العزيز هذا. فما بين بحث عادل عن زوجته (الذي اتسم بالافتعالية والركاكة) وبين مراحل المغامرة التي يخوضها كان هنالك تخبط جلي أسهم في وضوحه عدم اتساق وقوة الخطوط الدرامية. هل أنا أتحدث رياضيات ؟ تحملوني إذن وأنا أصطحبكم في رحلة قصيرة في أهم الخطوط الدرامية لقصة فيلم زيانة.
في وقت تمنيت فيه أن أرى زيانة كشخصية رئيسة تشكل أحد اهم الخطوط الدرامية في الفيلم فوجئت بغيابها الشبه تام كشخصية محورية. من المعروف في عالم القصة أن نرى الشخصية الرئيسة في القصة تخوض صراعا ما تنتقل فيه من طور الى اخر في طريقها الى النضوج ويصحب ذلك الطريق الدخول في دهليز الضعف, الاكتشاف التحرر, الانتصار او الهزيمة اذن نحن لا نرافق شخصية سلبية في رحلة المغامرة هذه ولكن للأسف هذا ما حدث مع شخصية زيانة في الفيلم كخط درامي, كانت زيانة شخصية سلبية طوال فترة الفيلم بل بالكاد نراها تتحدث واكتفينا برؤية صورة تحاول جاهدة - من خلال تمثيل الممثلة نوره الفارسية- أن ترسم ملاح شعورية لحجم المعاناة التي تعيشها داخليا. لم تكن زيانة بمثابة شخصية رئيسية بالنسبة لي وانما شخصية ثانوية ذات حضور اقترب من التكثيف الحضوري الصوري الصامت لإضافة نوع من التراجيديا الغير مقنعة أولا الغير مؤثرة ثانيا. نتساءل هنا هل انتبه كتاب السيناريو ان القضية هي قضية زيانة كامرأة ( ولقد تم التصريح عبر وسائل الاعلام أن الفيلم يسلط الضوء على جانب من قضايا المرأة) وأن أحداث القصة ابتدأت بها – حادثة التصوير والفضيحة- ثم وبقدرة قادر رمى كتاب السيناريو الثلاثة هذه الحقيقة والمبدأ الأساسي ليقدموا لنا شخصية ثانوية بثوب صامت وسلبي ليتم اللعب على خط درامي اساسي أخر هو خط زوجها عادل والذي لا بأس في جعله شخصية محورية مهمة. أتعجب لماذا سمي الفيلم باسمها حتى, كان من الممكن تسميته الطريق الى زيانة, أو البحث عن زيانة أو أي اسم أخر عدى هذه التسمية ! لم يكن هنالك أي تأسيس احترافي لزيانة كشخصية مهمة بالقصة. في الجانب الأخر نرى الحضور المكثف صوريا وصوتيا لزوجها عادل الذي أعتبره شخصيا بطل القصة (الوحيد) فنرحل معه في رحلة لطيفة قوامها الفكاهة والألم والصراع رغم ان القضية ليست قضيته ولم تبدأ به وان كانت مشاهد الاسترجاع ( الفلاش باك) أدخلته بشكل بدهي في صلب القضية كونه زوج المغدور بها. حسنا ولنذهب الأن الى الخطوط الدرامية للشخصيات التي رافقت رحلة عادل ( المهلهلة الركيكة). أبرز سمة في جميع تلك الشخصيات هو غياب التأسيس لخطوطها. حيث لم نرى تأسيسا صحيحا واضحا للهندي الذي رافق عادل في رحلته وكذلك الحال في الشخصية التي أداها الفنان طالب محمد قياسا عليه شخصية الفتاة الهندية وحبيبها وأبيها ومدمن المخدرات الذي قام بدوره الزميل سلطان الأحمد . جميع هذه الشخصيات وجدت داخل القصة في ولادة قيصرية انتهت بموت التأثير . كيف يمكن أن يتجاهل كتاب السيناريو بناء تأسيس صحيح لخطوط مساعدة ومهمة كهذه , حتى أنني لم أجد اسقاطات للقصة الخلفية لكل خط من هذه الخطوط اللهم الخط المتمثل في شخصية مدمن المخدرات والذي اتى عبر حوار اتسم بالزخم الشعوري للحظات قصيرة لم تكن بالكافية بتاتا للمشاهد لينسجم معها شعوريا.
ثم نأتي الى المشاهد التي لم يكن لها نصيب من التأسيس الجيد في السنياريو ومنها مشهد محادثة مدير الكلية(المعهد) مع زيانة وزميلتها في المكتبه , جميع مشاهد الاسترجاع المتعلقة بحنين عادل الى زوجته والعكس, تقبل عادل لتعطل سيارته داخل الغابة بتلك السرعة , مشهد الفيل والهرب منه والذي اراه منفرا لا داعي له البتة, المشاهد التي تم الزج فيها بعدة قضايا مجتمعية بطريقة غير متسقة ولا تتواكب مع أحداث القصة بشكل جيد ( منها الخط الدرامي للفنان طالب محمد الذي أرى أن وجوده من عدمه كشخصية في الفيلم وبشكل لا يغفله حتى مشاهد مبتدئ في مرحلة الاعدادية), المشهد الذي عرف فيه حبيب الفتاة الهندية أن هنالك شخصا اسمه عادل وهو يبحث عن زوجته التي اسمها زيانة ( بالله عليكم كيف عرف الهندي هذي المعلومة !) اضاعة الكثير من مشاهد القصة في المشي داخل الغابات والشوارع, مشهد ظهور الشرطة فجأة – بقدرة قادر- في منطقة ادغال نائية - , ركاكة وضعف الصراع بين عادل وزوجته وقت حصول المشكلة الاخلاقية للزوجة اضافة الى عدة مشاهد أخرى لن نسهب فيها. خلاصة وفي جانب السيناريو, لم يكن النص موفقا البتة وجاء ضعيفا مهزوزا وانعكس ذلك بأثر واضح في الفيلم لاحقا.
نأتي الى العيب الثاني بالقصة بعد أن كان العيب الأول بمثابة الكارثة التي أتمنى تداركها مستقبلا بالأخص في وجود دكتور له باع طويل في النصوص . شخصيا لا أرى أنه يليق البتة بالدكتور خالد الزدجالي الوقوع بهذه الطريقة بكتابة نص ضعيف كهذا النص – والذي أكرر أنه لو لم يكن هو مخرجه لا التمست له العذر لكنني لن أفعل في حالته وهذا شأني الخاص والمبني على ما قلت سابقا- . أما العيب الثاني هو جانب التمثيل بالفيلم والذي بدأ واضحا من خلال مشاهد الفيلم بنسبة كبيرة تكاد تصل الى التسعين بالمئة ونستثني منها المشاهد الأولى بالفيلم التي اتقن فيها الشباب الثلاثة ( المنتقمون) حيث قدموا مستوى مقبول ومرضي من التمثيل السينمائي بالفيلم وان لامسته معالم التمثيل المسرحي في نهاية المشاهد الخاصة بهم. أما بطل الفيلم والبطلة الافتراضية للفيلم مع بقية الممثلين العمانيين والهنود فلم يكونوا موفقين البتة في أداءهم التمثيلي الذي اتسم بالمبالغة والركاكة يضاف اليهما عدم تطابق حركة الشفاه مع أصوات الممثلين الشيء الذي جعل المصاب مصابين. ما شدني حقا من بين جميع الممثلين هو الممثل الهندي العجوز جوبا كومار الذي اسرني منذ أول مشهد , حيث بدأ تمثيله عفويا متسقا مع الجو العام للقصة الى درجة انه خيل لي أنني شاهدته في أحد افلام بوليوود الشهيرة بجانب نجوم من الصف الأول هناك وربما هو بالفعل. كان الأداء التمثيلي في لحظات البكاء والألم والفرح والحب لدى ممثلينا العمانيين مصطنعا مسرحيا واضحا . شخصيا اصابني نوع من الضيق وأنا أرى المشهد الذي يلتم فيه شمل عادل مع زوجته زيانة , رومنسية باهته مصطنعة على حياء وضعف عام لم يوصل ادنى شعور بالفرح والحب في قلبي في وقت ينبغي أن يكون هذا المشهد بالذات هو ذروة وقمة العاطفية بقصة الفيلم.
أما العيب الثالث وربما يحتل المرتبة الثانية مباشرة بعد عيب السنياريو هو عيب المخرج. شخصيا رأيت المصور والمونتير في فيلم زيانة. لم ارى الممثلين ولا المخرج ( بالذات). أين هي رؤية المخرج ( كاتب النص) في هذا الفيلم. لم نرى رؤية واضحة للفيلم , بل لا ابالغ أن قلت أنني لم ارى المخرج في فيلمه وكأنه لم يكن على كرسي الاخراج طيلة التسعين دقيقة ! هل يعقل أن يدار فيلم طويل برؤية مصور ومونتير ؟ أين أنت يا خالد الزدجالي ؟ لم أرك في فيلمك ! ابتداء من الركاكة في اتساق المشاهد مرورا بالأداء المهزوز (المستعجل) للمثلين عبورا بضعف حبكة القصة ومطابقة السيناريو سلاما على زوايا التصوير واتساقها مع الأحداث ختاما بالبنية الاخراجية والنواحي الفنية ( اضاءة, صوت, موسيقى...ألخ) للفيلم بشكلها العام. ما الهدف من جعل عامل الفندق يسرع ليقدم مساعدته في أن يحمل حقيبة عادل (المصاب) ثم يتركها بعد عدة امتار قليلة بينما يتحدث مع عادل ( لو ما شلها أحسن !) قس عليه مشاهد أخرى لم يكن مقبولا فيها الزج بحوارات عن قضايا بين الهند وعمان بتلك الطريقة. لماذا لم تنفق بعضا من المشاهد لتأسس لنا القصص الخلفية لشخصياتك الثانوية بالفيلم وان كانت بشكل يسير. وكخلاصة في هذا العنصر , ان كان لي أن أعرب عن اعجابي الشديد لمصور وفنيوا الفيلم لأعلن عنه في المشهد الذي كان فيه العجوز الهندي جوبا كومار يقوم بعلاج عادل في فناء المنزل, اسرني الجهد الواضح اضاءة والونا وموسيقى فيه, أدخلني جو روح بولييوود للحظات ثم عدت لارتطم بواقع الضعف العام للفيلم بعده.
وأختم والحديث ذو شجن وتعبيرا عن رائي شخصي, فيلم زيانة اصاب نفسه في مقتل وذلك عبر نسف ثلاثة من أهم عناصر نجاح اي فيلم , السيناريو والاخراج والتمثيل . نعم نحن كصناع افلام عمانيين ما زلنا نشق طريقنا ونحاول طرح تجارب تستلهم طموحاتنا وأحلامنا في هذا الفن ولكن ينبغي أن نعي تماما أن التقهقر بعد التقدم ليس صحيا. اصبحت توقعات العالم من حولنا وفي مجتمعنا بالذات معادلات صعبة يصعب الاحاطة بها لذا فلنعي مغبة اي ضعف نسهم في تقديمه لمسيرة عمان سينمائيا. والى الدكتور خالد اقولها بشكل شخصي كوجهة نظر له أن يتقبلها و له أن يضرب بها عرض, ربما أن الأوان أن تعتزل الاخراج وتلتفت الى جوانب أخرى في صناعة الأفلام تبرع فيها أكثر , فرجل بمثل صيتك ومكانتك في مختلف المهرجانات العربية لا ينبغي البتة أن يقع في مثل هذه الاخطاء الفادحة التي قد تضر بتاريخه ومكانته العلمية . أما جانب السيناريو فأنني شخصيا لا أغفر لك الزلة في تقديم نص ضعيف غير متماسك البتة يتحول الى فيلم كهذا تخرجه الى الناس والى صالات السينما وتتباهى به. غلطة الشاطر بألف مثلما يقال.
مجملا, اشكر الدكتور ومن معه على مواصلة الحلم ومواصلة التجربة – في وقت لم يقم غيره بذلك وربما اسقط هنا مباشرة الجمعية العمانية للسينما في ادارتها المنصرمة كونها البيت السينمائي الأول في عمان - وأنه لفيلم يستحق أن نقف خلفه كل برأيه البناء ودعمه معنويا وماديا فجميعنا نكمل بعضنا البعض بعيدا عن اي خلافات شخصية في وسط موبوء كالفن – وتلك حكاية أخرى- . نعم قدم لنا الدكتور ورفاقه فيلما ضعيفا بسيطا لكنه لا يخلو من بعض الجماليات و يظل نتاجا بسيطا في اشتغالنا السينمائي . أؤمن تماما أن اي مجتمع فني لا يجرب ولا يواصل في مشوار التجربة هو مجتمع لن يذوق طعم الفن الحقيقي ابدا.
هيثم سليمان
كاتب سيناريو وصانع افلام
ملاحظ افلام.
انستقرام
@haitham.sulaiman
@haithammusallam
المدونة الإلكترونية
سكريبت كت
Scriptcut.blogspot.com