That is not the Shape of my Heart
لا قلب لا وطن .
عنوان مقتبس من أغنية مفضلة عندي للمغني الأنجليزي العجوز جوردن ماثيو توماس المعروف ب "ستينج". أجدها معبرة جدا عن رحلة يمكن أن اسميها " لا قلب, لا وطن ". رحلة خضتها ويخوضها الكثيرون ممن جعلوا قلوبهم افخاخا راضية مرضية لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم مهما كانت تلك الأحلام والطموحات..وإن خسروا حياتهم الاجتماعية واصيبوا بلعنة عبارة " كاد عمرك على مو ؟"
(1)
القيمة المطروحة من الذات
يقول اينشتاين " تقدر قيمة الانسان الحقيقة بدرجة سيطرته على ذاته " , ضمن هذا الاطار يصبح أنا وفلان وفلانة - وهم كثيرون - بلا قيمة حقيقة يا أخ اينشتاين فنحن لم نملك يوما واحدا نستطيع فيه السيطرة على ذاتنا المتمثلة في رغبتنا لتحقيق أمنيات مجنونة بما نود أن نحدثه من تغيير أو جديد على مستوى الطموحات والاحلام فنية كانت أم أدبية , علمية أم مزائجية الخليط .
دعونا نستمع ألى أول مقطع من اغنية ستينج إياه :
هو يلعب الورق كنوع من التأمل
والذين يلعبون معه لايشكون فيه
هو لا يلعب من أجل المال الذي يفوز به
ولا يلعب ليحصل على الاحترام
هذا الأناني المستبد التعس يلعب في ملاعب الحياة وفقا لمبادئه وأرقامه وقياساته - هو صاحب فكرة أوليس له الحق أن يضع مبادئا وارقما !- لكن العالم من حوله لايتقبل الطرائق التي يسعى عبرها لتحقيق أفكاره.بعض الترهات المجتمعية المتلازمة لما يجب ولما لا يجب توقع في طريقه الكثير من مغريات الإحباط وعندما يرغب فعلا أن يتواجد فيها كرقم صعب, يفشل, ثم يفشل, ..ثم يفشل ايضا وان كانت جيوبه عامرة بورق الحياة "المال"...هل قيمتي يا فاملي بمدى الراتب الذي أقبض وبالأرض والبيت اللذان اشتريت وبالزوجة التي اقترنت وبالاولاد الذين أنجبت ؟..
(2)
ولماذا لا نهرب !
يقول فينيس لومباردي " اذا تعلمت الهروب يوما سيصبح لديك عادة. " حسنا, تعودت الهروب كثيرا من واقع كنت أظنه يمكن أن يصبح ورديا مفروشا بالانجازات التي تصمت المنتقدين في " الممشى المقدس التعس" ممشى الطموحات , لكن ظني خاب نوعا ما فلم يعد هناك وردي ولا حتى أسود.. فقط في المنتصف حلقات من أنا وخارج النافذة ماذا سيحدث غدا ؟ قد يكون اسوأ.
ماذا في حياتنا سوى تعلم لغة الهروب ؟ هل نحن شجعان بما فيه الكفاية لنقف أمام كل معترك ونفوز فيه؟ هل نحن خوارق؟ واذا كنا لا نتقن لغة الهروب فطرة أم تربصا لكنا ألهةً إذن - بعض المتحمسين قد يعتبرونه إلحادا مقننا - رفقا بما تحت السطور فقد تعبنا من وضع هوامش التفسير والتعريف أسفل الورقة.-.. الهروب متنفس ربما, لعنةر بما, مراجعة ربما - ليس من قبيل اليوم خمر وغدا أمر - ولكن من قبيل أن ترى الأمور بمنظور ابعد مما تتوقع ان وقفت شامخا وأنت تعرف أنك ستهزم وستسحق لا محالة , لن تحب ابدا أن تكون القتيل الذي سيمشي في جنازته لاحقا, شعور مقيت.
(3)
في الحب والقلب
نعود لستينج حينما يقول :
أذا أخبرتك أنني قد أحببتك
ستظنين أن ثمة شيء ما خطأ
أنا لست رجلا ذو عدة وجوه
القناع الذي أرتديه قناع واحد.
من واقع التجربة, عندما يتسع عقل الطامح المجنون لكثير من الأفكار والأحلام, يتسع قلبه لكثير من الحب , معادلة طردية ولكن ذلك المتسع الذي يعطينا اياه الحب يكون عبارة عن سلسلة قدرية من الحفر والخنادق والمتاهات العاطفية التي ندخلها لأسباب عدة مغمضي الأعين وأهمها أن العقل يصبح قنبلة موقوتة معرضة لانفجار الافكار والمخططات والتراكم المعرفي بحيث يبحث عن متنفس للراحة , ولن نجد متنفسا للعقل أكثر من خفقات في القلب..بهذه الصورة أنا أزين صورة قاتمة سوداء لأبشع استغلال مخلوقاتي خلقه الله على وجه الأرض ألا وهو أن يكون القلب مسخرا حطبا وقودا لبقاء العقل.. لا أتكلم من فراغ صدقني يا من تقرأ..مخيفة هي صورة الاستغلال, الفكرة على حساب الشعور, إن كان القلب بمثابة الوطن الذي يمكن أن أحيا فيه بدعة وسكون, لكنت اعتزلت غرام العقل مذ تعلمت أن أنطق كلمتي ماما وبابا ...مالكم كيف تحكمون ؟... في ليلة الأمس فقط أحدهم قال لي , أنت بارع في صنع النهايات المفتوحة , حتى على صعيد الحب نفسه...